|


محمد الشيخي
كلاسيكو التحدي
2017-02-17

- من الجميل أن تتنفس الجماهير الحاضرة لكلاسيكو الأهلي والنصر كرة القدم، بعيدًا عن كل ما يعكر صفو ليلتها الكروية المنتظرة، أي ليس هناك ضغوط ولا بلبلة إعلامية ولا حكم محلي، وكل مغريات متعة كرة القدم موجودة في ثنايا هذا اللقاء، بحضور جماهير القطبين الكبيرين، والحكم الأجنبي المقبول في الأهلي والنصر، وبقية الأندية الباحثة عن شرف المنافسة والنزاهة والعدالة، دون ضغوط أو تأثيرات إعلامية..

 

- سبق أن كتبت في هذه المساحة أن يدير مباريات دوري المحترفين حكام أجانب وعرب وخليجيون، وأن يتفرغ بقية حكامنا لبقية المنافسات في الدرجة الأولى والثانية مثلاً، وكأس ولي العهد، والأدوار الأولى من كأس الملك، وتكون إدارة الحكام الأجانب للمباريات بمثابة دروس عملية يستفيد منها الحكام، فبعد ما فعله الطريس من اختراعات تحكيمية وغيره من حكامنا، لم تعد الجماهير الرياضية تثق بالحكم المحلي، وتخشى على أنديتها من أخطائه القاتلة، وأجد لهذه الأندية المبرر، فهي تصرف الملايين على أجهزة فنية ولاعبين ومعسكرات، وتتحمل من ميزانياتها مصاريف الحكام الأجانب، رغبة في أن يسود الهدوء المسابقات الكروية خشية الانعكاسات السلبية على الجماهير الرياضية..!.

 

- لجنة العواجي امتداد للجنة المهنا.. لا جديد، فالحكام بالمستوى نفسه من القدرات، وحجم الأخطاء يزداد من مباراة إلى أخرى، ومرعي عواجي نفسه كان يعمل مع هاورد ويب الذي جلبته هيئة الرياضة، ولم يقدم المفيد لحكامنا طوال الفترة الماضية، لذا فالطموح يظل أكبر لأن يتم العمل على إيجاد قاعدة جيدة من الحكام المحليين على مدى خمس سنوات مثلاً، تدير هذا العدد الكبير من الدوريات والمنافسات الأقل أهمية من دوري المحترفين، ويتم صقل إمكانياتهم خلال هذه الفترة، بعيدًا عن الضغط الإعلامي التقليدي المتبع لإرهاب الحكم منذ سنوات طويلة..!.

 

- نقطة مهمة يغفل عنها المناصرون لوجود الحكم المحلي، وهي كثرة إصابات النجوم وروافد المنتخب بسبب ضعف التعامل الحازم مع الممارسات الخشنة، والتغاضي عن بعض الحالات والدلائل كثيرة، لا يتسع المجال لذكرها، علاوة على أن الحكم نفسه يتأثر بالتناول الإعلامي، ويخشى ردود الفعل على النقيض تماماً من الحكم الأجنبي، الذي لا يهتم بمن يكون اللاعب، ومن هو ناديه..!.

 

- المنافسة على لقب بطولة الدوري، لا تزال قائمة في الميدان للأربعة الكبار الهلال والأهلي والنصر والاتحاد، والجولات المتبقية تشبه مسلسل مطاردات بوليسية لن تعرف البطل فيه إلا في آخر الجولات، وربما لا تخلو مرحلة الحسم من مفاجآت تقلب الطاولة، أو يستمر المتصدر في موقعه، والأهم هنا هو أن يكون مناخ المنافسة ملائمًا وغير منحاز، حتى نقول للبطل في النهاية: مبروك..!.

 

- كلاسيكو صعب للأهلي والنصر، لما يملكه الفريقان من نجوم قادرة على الحسم في أي وقت من أوقات المباراة، ويعول الأهلاويون كثيرًا على جماهيرهم لترجيح الكفة، علاوة على حظوظ الأهلي الجيدة في تاريخ مواجهات الفريقين بالجوهرة، وأظن أن جروس قد استفاد من درس القادسية في الدوري في تقييم أداء الخطوط ومراقبة عناصر القوة عند الخصوم، وهو ما انعكس جلياً على وضع فريقه في المباراة التالية في الكأس، أما النصر فلديه عناصر مميزة في كل المراكز مثل الأهلي، وينقصها التوظيف المناسب، فمظهر الفريق في مباراته الأخيرة أمام الوحدة لم يسر جماهيره رغم انتصاره..

 

- سباق أعضاء شرف الأهلي على دعم الجماهير والتفاعل معها بشراء التذاكر، يثبت أن الأهلي مجتمع أسري مترابط، بدليل موقف السومة مع المشجع (القحم)، وموقف أعضاء الشرف مع الجماهير.. أظن أن الأهلي سيجني ثمار البيئة الصحية التي يعيشها..!.

 

- مواجهات الكبار دائماً مختلفة بإثارتها وجماهيريتها وعطاء نجومها في الميدان، مهما كان وضع طرفيها قبل اللقاء.. فلمن تقرع أجراس الجوهرة؟