|


إبراهيم بكري
جازان نصيبها (صفر) في وزارة الإسكان!!
2017-02-17

وزارة تلو الأخرى تستفز أهالي جازان بقراراتها من وزارة الصحة إلى الإسكان، والمواطن البسيط هناك لا سبيل له إلا أن يكون مثل النبي "أيوب" عليه السلام في الصبر على المرض، وفي الإسكان كزوجة فرعون:

 

(رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ).

 

يوم 24 ديسمبر 2015م، شب حريق في مستشفى جازان العام تسبب في وفاة 25 شخصًا وإصابة 123 آخرين، من يوم الحريق والعاصمة الإدارية للمنطقة والمدينة الأم لها "جيزان" بدون مستشفى. معاناة الأهالي تعجز أي كلمة عن أن تجسد ألمها في منطقة في الأصل تعاني من البنية التحتية للخدمات الطبية.

 

أنت اليوم في عام 2017م، لك أن تتخيل أن بعض النساء في جازان يلدن في بيوتهن بمنطقة لا تملك مستشفى للنساء والولادة، في ظل عدم توفر أسرَّة في المستشفيات غير المتخصصة، كما يعاني الأهالي في اللجوء للمستشفيات الخاصة ودفع مبلغ لا يقل عن 15 ألف ريال، ومن لا يملك المال ـ وهم النسبة العظمى في جازان ـ يسافرون براً إلى منطقة عسير لمدة 3 ساعات للعلاج في مستشفياتها.

 

وزارة الإسكان أمس الأول أعلنت عبر موقع حملة سكني، أسماء 15,653 مستفيدًا من الدفعة الأولى لتخصيص المنتجات السكنية والتمويلية، تشمل التمويل السكني، والأرض السكنية، والفيلا السكنية.

 

جميع مناطق المملكة نالت نصيبها من الدفعة الأولى إلا منطقة جازان، وكأن وزارة الإسكان لديها قناعة لا تختلف عن وزارة الصحة، التي تؤمن بأن الإنسان في جازان لا يمرض؛ لذلك لا يحتاج إلى مستشفى. 

 

لا يبقى إلا أن أقول:

الهيئة العامة للإحصاء أعلنت في 2016م، أغلى منطقة معيشةً في السعودية هي "جازان"، المنطقة تمر بظروف استثنائية بسبب الأحداث في الحد الجنوبي، تجعلها الأكثر حاجة إلى الخدمات الطبية، إلى جانب الإسكان، وبسبب نزوح كثير من أسر الشريط الحدودي، تعاني المنطقة من أزمة سكنية لا مثيل لها، أسهمت في رفع إيجار الشقق، لتصبح الأعلى سعراً في السعودية.

 

وزارة الإسكان.. تجاهلها لأهالي جازان في الدفعة الأولى ومنحها في كل منتج (صفر) أمر غير مقبول، ويجسد أن الوزارة لا تقرأ واقع معاناة المواطنين مع الإسكان في المنطقة الأغلى معيشة بالسعودية.

 

قبل أن ينام طفل الـــ"هندول" يسأل:

 

لماذا وزارة الإسكان تمنح جميع مناطق المملكة منتجات سكنية وتتجاهل أهالي جازان بالمنطقة الأغلى معيشة بالسعودية؟!.

 

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..