|


حمد الراشد
للزعيم (القمة) وللآخرين (الهمة)!!
2017-02-18

مع كل جولة جديدة من دوري جميل، يثبت الزعيم أقدامه في الطريق لانتزاع اللقب الغائب طويلاً عن خزائنه.. بـ47 نقطة ثمينة جدًّا تمنحه الكثير من الاستقرار والثقة لإكمال المشوار حتى النهاية.. وقد لعب الجدول دورًا رئيسيًّا، فحصد النقاط من فرق الوسط والقاع قبل مقارعة كبار القوم يصب في مصلحته.. وكلما نجح الزعيم في توسيع الفارق النقطي مع منافسيه، شكل ضغطًا نفسيًّا وعصبيًّا عليهم، خشية العجز عن اللحاق به.. ويبقى المراهنون على تعثره يرسمون لوحات الأمل عندما يقارع أنداده النصر والأهلي والاتحاد في الجولات القادمة.. فتتعثر أقدامه هنا وهناك، ويتم اللحاق به أو حتى تجاوزه.. يبقى ذلك أملاً ورديًّا يعيش في صدور منافسيه، وتبقى الكلمة الفصل للزعيم، فهو من يتصدر ومن يتربع على القمة ومن يغرد وحيدًا.. الكرة في مرمى مدربه دياز وأبرز أعمدة الفريق.. إما المحافظة على ما تحقق.. وإما التفريط وإهدار الفرصة الذهبية خاصة مع الاقتراب من مراحل الحسم النهائية. 

 

كلاسيكو رد الاعتبار 

اليوم جولة أخرى حاسمة، تنتظر العميد أمام الليث الأبيض الذي أذاقه مرارة الهزيمة الأولى له في الدور الأول، وإن كان فوزًا غير شرعي.. فالاتحاديون لا ينسون لحظة أن هدف الفوز اليتيم سجله بن يطو من تسلل واضح على مرأى ومسمع المساعد الأول، ومباركة حكم المباراة السلطان، الذي رفض أن يضمن في تقريره واقعة دخول الكابتن سامي الجابر أرض الملعب.. على وقع هذه الذكريات الأليمة، يخوض العميد مواجهة الشباب وعينه على نقاط المباراة.. واصطياد سرب عصافير بحجر واحد.. الاستمرار في المنافسة ومزاحمة المتصدر الزعيم، رد اعتبار هزيمته الأولى.. استعادة ثقة المدرج الأصفر بعودة المستوى الكبير الذي كان عليه قبل التوقف وقدرته على مواصلة مشوار المنافسة على اللقب حتى النهاية.. ظاهر المباراة وعلى الورق يميل لصالح العميد عطفًا على ظروف الشباب ونتائجه الأخيرة، ولكن المباريات لا تحسم بالإمكانات والفرص وعلى الورق.. فقد يفاجأ الشباب الاتحاد بمستوى كبير يكرر فوزه السابق ويخرجه من قطار المنافسة.. الكرة لا كبير لها.. على الجانب الآخر، سجلت جماهير الاتحاد عتبها على الإدارة لعدم استعانتها بحكم أجنبي؛ فالثقة بالصافرة المحلية وصلت درجة الصفر، وهناك من الاتحاديين من يخشى منح أعمدة الفريق: فلاتة، المولد، وكهربا، بطاقات صفراء تحول دون مشاركتهم في كلاسيكو الهلال الكبير.. وإذا أراد الاتحاديون الفوز.. فعليهم استبعاد هذه الأفكار والأوهام.. والتركيز الذهني والفني العالي في المباراة.. وتقديم مستوياتهم الحقيقية، خاصة عكايشي والمولد والأنصاري.. فالأول لم يعد كما كان بعد مشاركته منتخب بلاده.. وكذلك الحال مع فهد المولد، والأنصاري فقد بريقه بأدائه المتواضع في اللقاءات الأخيرة.. لكي يفوز الاتحاد ويعود من الرياض بنقاط الليث، فعليه أن يقاتل بأسنانه على كل كرة، ويستثمر كل فرصة تسجيل، ويستعيد حيويته وخطورته وحضوره الفني الذي كان عليه قبل توقف جميل.. 

 

نقاط تحت الحروف

ـ سهولة اللقاءات.. وفاعلية الهجوم.. لا تزالان تحجبان أخطاء المعيوف.. والتي ستظهر حتمًا عندما يقارع أنداده. 

ـ من الأماني المستحيلة.. مشاهدة مباراة في دوري جميل دون حدوث أخطاء كوارثية تحكيمية، خاصة ضد بعض الفرق. 

ـ سؤال بريء لمدرب الاتحاد سييرا.. طالما فواز القرني كان جاهزًا.. لماذا لم تشركه في الديربي وقبله لقاء الطائي بالكأس؟! 

ـ إذا لم يحقق القادسية اليوم فوزًا عريضًا على الباطن، فلا معنى ولا قيمة لكل ما حققه أمام الكبار. 

ـ الغيبوبة (الكوما) لا تصيب الإنسان فحسب، بل جميع الفرق في العالم.. كما حدث مع برشلونة أمام سان جيرمان والأهلي أمام القادسية.. يفقد الفريق تركيزه تمامًا.. وينسى النجوم فجأة.. أبجديات الكرة!!