|


محمد السلوم
يرسم خريطة المنافسة
2017-02-19

أعاد النصر رسم خريطة صدارة دوري جميل بفوزه مساء أمس الأول في جدة على الأهلي، بهدفين في كلاسيكو مثير، كان نجمه الأول الحارس النصراوي الجديد وليد عبدالله، الذي تألق في المرمى واحتفل بالفوز بشكل لافت في أول حضور له مع جماهير العالمي.

 

النصر كان الأفضل وحقق الفوز الذي هو في حاجة إليه للبقاء في دائرة المنافسة على لقب جميل، وصعد إلى مركز الوصافة، فارضًا على الأهلي التراجع إلى درجات أدنى في سلم الترتيب، ومنهيًا إلى حد كبير آمال الراقي في المحافظة على لقبه.

 

من هنا يجوز القول إن النصر رسم خريطة المنافسة على اللقب، بحضوره الفني القوي، وإضعافه لحظوظ الأهلي، الذي كان قبل أحداث الجولة أقرب منافس للمتصدر الفريق الهلالي.

 

ووفق هذه الخريطة، على فرضية فوز الاتحاد مساء أمس على الشباب (المقال كتب قبل اللقاء)، فإن المنافسة انحصرت بين الثلاثي الهلال والنصر والاتحاد، والأخير ستزداد حظوظه مع عودة الثلاث نقاط المخصومة من رصيده بقرار انضباطي دولي.

 

وكنت قد ذكرت في مقال الخميس الماضي، أن لقاء الأهلي والنصر، بمثابة كلاسيكو تحديد المصير، فخسارة أي منهما تعني تأدية واجب لتعثر حظوظ الخاسر إلى حد يصعب معه القول إنه في دائرة المنافسة.

 

والأهلي وقد تعسرت حظوظه في المنافسة، عليه أن يتدارك أخطاء الانكشاف الدفاعي، ولولا الرعونة النصراوية أمام المرمى، لكانت النتيجة هزيمة ثقيلة. وواقع كهذا يتطلب من الراقي السعي إلى إبقاء هيبته حاضرة فيما تبقى من استحقاقات محلية وآسيوية.

 

لقد سارت الجولة 19 بما يشتهي المتصدر الهلالي، واتسعت المسافة بينه وبين أقرب منافس له النصر إلى ست نقاط، بعد تعثر الأهلي، وأصبح بصدارته الانفرادية في حكم القابض على اللقب.

 

يبقى القول: إن لقب الدوري حسابيًّا لا يزال في الملعب، وإن كانت مفاتيحه في عهدة الهلال، واللقاءات المقبلة ستجمع أقطاب الكرة السعودية، وقد لا تبتسم كلها للهلال، فهناك الاتحاد والهلال في الجولة 20، والأهلي والهلال في 23.

 

وختام الدوري بالهلال والنصر، وقد تكون كلمة النصر هي الختام، وتتجدد مقولة المرحوم الأمير عبدالرحمن بن سعود: "النصر إن لم يكن بطلاً فهو من يحدد البطل".