|


نبيه ساعاتي
جريمة انتقال عوض للهلال
2017-02-19

طالعت لائحة الاحتراف من (الجلدة إلى الجلدة)، فلم أجد أي بند ينص على تجميد اللاعب إذا ما انتقل إلى فريق آخر، حتى إن كان منافسًا، ومن هذا المنطلق، فإن من حق عوض خميس رفع شكوى ضد ناديه الحالي إزاء هذا القرار التعسفي، الذي اتخذته إدارة النصر بعدما وقع اللاعب لنادي الهلال خلال الفترة الحرة، وفق ما تمليه الأنظمة واللوائح. وكان حري بإدارة النصر أن تتعامل مع القضية باحترافية، وتصل مع اللاعب إلى نقطة التقاء فيما إذا كانت بالفعل ترغب في استمراره مع الفريق، فنحن نعيش في زمن الاحتراف الذي يجيز للاعب الانتقال إذا ما دخل الفترة الحرة، بعيدًا عن حب الشعار والانتماء، فذلك زمن ولى، وزماننا الحالي يقوم نظاميًّا على الكاش دون الالتفات إلى أي اعتبارات أخرى.

 

الهلاليون بدورهم لم يرتكبوا جنحة عندما تعاقدوا مع خميس، فقد اتبعوا الأنظمة وظفروا بتوقيع اللاعب الذي بدوره لم يقترف ذنبًا، عندما انتقل إلى الهلال، فمثلما انضم إلى النصر بنظام الاحتراف، هاهو ينتقل منه بموجب النظام نفسه، ولا أرى في ذلك غضاضة، بل إن إدارة النصر تعاقب فريقها عندما تمنع عوض من المشاركة حتى نهاية الموسم فقط، لأنه سينتقل بعد ذلك إلى نادٍ آخر.

 

إن مشكلة الاحتراف لدينا، أن من يديره غير محترفين، لذلك لم يتطور منذ إقراره قبل خمسة وعشرين عامًا، وبالتحديد في غرة محرم من عام 1413هـ، فالاحتراف بصيغته الأولى كان خطوة أولية من المفترض أن يتبعها تقييم ثم خطوات أخرى، كاحتراف الإدارة والحكام، ولكن للأسف ذلك لم يحدث، فلم يحقق الاحتراف الأهداف المرجوة من ورائه، رغم مضي خمسة وعشرين عامًا على إقراره، فاحتراف الكرة يعني امتهانها، وبالتالي تفريغ اللاعب للإبداع في مهنته، ولكن للأسف الهدف من وراء ذلك لم يتحقق، بسبب عدم اكتمال منظومة الاحتراف لدينا.

 

الأهلي ليس الأهلي 

 

ضرب النصر أكثر من عصفور بحجر واحد، بعد فوزه على الأهلي في جدة، وعلى مرأى من جماهيره، فقد أضاف إلى رصيده ثلاث نقاط غالية، واحتل المركز الثاني. كما أنه جدد الفرصة في المنافسة على لقب الدوري، حيث لم يعد يفصله عن صاحب المركز الأول سوى ست نقاط، ذلك على الرغم من أنه قدم خدمة جليلة لمنافسه التقليدي الهلال، حيث أبعد الأهلي المنافس القوي ووسع الفارق بينه وبين صاحب المركز الثاني إلى ست نقاط، عمومًا قدم النصر واحدة من أجمل مبارياته، واستطاع أن يخطف الفوز عن جدارة واستحقاق، بينما واصل الأهلي تراجعه، والذي أتصور أنه يعود أساسًا إلى ثلاثة عوامل: أولها الاستغناء عن أسامة هوساوي، فأصبح دفاع الأهلي منذ رحيله هشًّا. والثاني استبعاد جروس، ثم إعادة التعاقد معه، الأمر الذي أدى إلى شرخ في العلاقة لم يفلح الزمن في ترميمه. ناهيك عن عدم قناعة السويسري بفيتفا فيبقيه على دكة البدلاء رغم أهميته. ولعل الأهم من ذلك كله، الروح التي انعدمت قياسًا بما كانت عليه في العام الماضي. وهنا يأتي دور العمل الإداري.