|


سعد المهدي
دوري مفتوح على كل الاحتمالات
2017-02-19

إلى أن يستأنف الدوري في جولته الـ 20، سيبقى الأهلي أكثر الفرق المتنافسة على لقب الدوري معاناةً، من جراء خسارته أمام النصر في الجولة الماضية وتجريده من الوصافة، وسيكون دخوله هذا الأسبوع في أولى جولات منافسات أبطال آسيا فرصة لالتقاط الأنفاس وترتيب أوراقه إن أراد العودة مجددًا في الدوري كمنافس، حيث يمكن له اللحاق بفرص التأهل عن مجموعته الآسيوية فيما بعد.

 

يمكن أن تكون مواجهة (بونيودكور الأوزبكي) هذا الأسبوع في جدة، بمثابة الاستراحة النفسية والبدنية لشحن فريقه مجددًا إذا راعى (جروس) جيدًا فكرة إدخال عناصر وإراحة أخرى، وعدم الضغط على المجموعة بالبحث عن الفوز، واعتبار هذه المباراة فرصة لمصالحة الجماهير، بغض النظر عما ستؤول إليه النتيجة، فما حدث لهم الجمعة الماضي لا يحتمل إجراء اختبار قدرات، حيث سيكون بمثابة تحدٍّ تعجيزي سيلحق الضرر بالأداء العام، ولن ينجح فيه إلا القلة من اللاعبين، وبالتالي قد يضاعف ذلك من المعاناة والضغوط عند العودة للجولة الـ 21 أمام الخليج.

 

الهلال بفارق ست إلى سبع نقاط سيدخل الجولة العشرين بعد أسبوعين، يلعب خلالهما مباراة هذا الأسبوع في دوري أبطال آسيا قبل أن يواجه الاتحاد في جدة، الذي يكون قد لعب مباراة نهائي كأس ولي العهد أمام النصر، إلا أن حصول الهلال على لقب الدوري أصبح في يده، ولا يمكن لأي نتيجة مباراة لا يشارك فيها أن تؤثر في حظوظه، هذه ميزة يمتلكها فقط دون منافسيه، لكن خطورتها أنها أمام الفرق الثلاثة المنافسة: النصر والأهلي والاتحاد، ولا يعلم أحد ما إذا كان في جعبة الدوري مفاجآت قد تغير أو تقلب الدوري رأسًا على عقب؟

 

سيلعب الهلال على التوالي أمام الاتحاد والفتح والرائد والأهلي والشباب والوحدة والنصر، أي أنه سيواجه منافسيه الثلاثة: النصر والأهلي والاتحاد. اثنان اطمأنا للبقاء (الرائد والشباب)، وآخران يصارعان من أجله (الفتح والوحدة)، ومن ذلك، فإن الكرة في ملعب الفرق المتنافسة أكثر، حيث يمكن للهلال إبعادهم عن طريقه، كذلك يمكن لهم الوقوف في وجه استمرار تقدمه، خاصة أن جولات المواجهات الثلاث يمكن لها أن تلعب دورًا في ذلك، حيث تقع في الأسابيع: الحادي والعشرين والثالث والعشرين والسادس والعشرين.

 

الأهلي لم يعد أمامه من مباريات تنافسية إلا أمام الهلال في الجولة الثالثة والعشرين، فيما يتبقى للاتحاد اثنتان أمام الهلال والنصر الذي أيضا سيواجه الشباب والهلال، وهذا يعني أن الهلال سيلعب أمام جميع هذه الفرق: الاتحاد والأهلي والشباب والنصر، ولو استطاع تحقيق الفوز في الأولى أمام الاتحاد، فإنه سيفشّل أمنيات منافسيه، بأنه سيبدأ بالسقوط في مباريات (الكلاسيكو والديربي) التي تنتظره، وسيضغط كثيرًا على الأهلي والنصر اللذين يعلمان أنه يمكن له تجاوزهما أيضًا ولو بالتعادل. 

 

الأهم أن الدوري لن يسمح بأن يحسم من خلال الكبار المتنافسين على اللقب، بل قد تلعب الفرق الباحثة عن النجاة من الهبوط دورًا رئيسًا في تحديد هوية البطل، يمكن للفيصلي أمام النصر، والفتح أمام الهلال، والخليج أمام الأهلي، أن يعيدوا جدولة مقدمة سلم الترتيب، ويبطئان من الحسم حتى آخر ثلاث جولات، أو إلى الجولة الأخيرة، ويمكن للهلال دون غيره من المنافسين أن يحسم الدوري قبل جولتيه الأخيرتين لو فاز في مواجهات الاتحاد والفتح والرائد والأهلي، ليس كذلك فحسب، فقد يحدث هذا في وقت مبكر لو زاد تعثر منافسيه.. لكن الهلال سيخرج من المنافسة إذا خسر أمام الاتحاد، وتعادل مع الرائد والشباب، وخسر أمام النصر.

 

دوري مفتوح على كل الاحتمالات، رغم أنه لم يتبق على نهايته سوى سبع جولات.