|


مساعد العبدلي
القصيمي والحساوي
2017-02-20

- أحترم كثيراً آراء ووجهات نظر كل من (اختلفوا) مع الشعار (الدعائي)، الذي أطلقه نادي التعاون (لدعم) مسيرته الآسيوية...

 

- لكنني أختلف مع من يرى بأن الشعار يمثل إقليمية قصيمية...

 

- أن تفتخر بأسرتك ثم بمدينتك ثم منطقتك وصولاً لوطنك أو حتى بناديك الذي تشجعه، فهذا ليس عنصرية طالما أن (فخرك) لم يرتق لدرجة (التقليل) من الآخرين أو الإساءة أو النظرة لهم (بدونية)...

 

- بل عندما كنا صغاراً كنا نفتخر بالحي الذي نقطن فيه، ونسمي فريقنا الكروي باسمه، ونلعب مباريات لا نقبل أن نخسرها؛ لأن الخسارة تمثل الحي..

 

- أجدد القول بأن الفخر والزهو (مثلما حدث في شعار نادي التعاون)، بل بأي شيء تنتمي إليه ليس عنصرية طالما أن زهوك وفخرك لا يقللان من الآخرين ولا يسيء إليهم..

 

- في الولايات المتحدة (التي تعد مثالاً للتحضر والتقدم، بل رفض العنصرية)، يفاخر الأمريكيون بالولاية التي ينتمون إليها أو حتى يقيمون بها، فيقول (بل يفتخر) من ينحدرون من كاليفورنيا بأنهم (كاليفورنيانز) وهكذا في كثير من الولايات..

 

- هكذا يحدث (داخل) الولايات المتحدة، لكنهم عندما يسافرون (خارجها) يفاخرون بأنهم (أمريكانز) يعني أمريكيون..

 

- نحن في الخليج نفتخر بوطننا إذا كنا نزور بعضنا.. أقول إنني سعودي عندما أسافر للكويت أو البحرين.. والقطري يقول إنه قطري عندما يسافر لدولة خليجية أخرى.. لكننا عندما نسافر (كخليجيين) لدول عربية نقول وبكل فخر إننا (خليجيون)..

 

- حتى في بريطانيا نجد سكان مدينة ليفربول يفاخرون بمدينتهم، بل يشجعون فريق مدينتهم ضد كل الفرق الإنجليزية بحماس لأنه يمثل المدينة..

 

- الأمر ذاته يحدث مع فريق برشلونة، إذ يقف كل سكان المدينة خلفه افتخاراً ببرشلونة، وليس شرطاً عشق كرة القدم..

 

- إذاً علينا أن نتقبل الشعار التعاوني لأنه لا يمثل أي عنصرية بقدر ما أعتبره يمثل (استجداءً) للحضور والدعم الجماهيري، وليس كما قال الزميل العزيز جداً صالح الطريقي عندما اعتبر الشعار (تسولاً)..

 

- أقول للزميل صالح لو كانت إدارة التعاون تنادي الجماهير لدعم النادي مالياً أو حتى للحضور للملعب ودفع قيمة تذاكر، فربما هنا قد نعتبره (تسولاً).. أما أن يكون الدخول مجاناً فلا تسول هنا بقدر ما هو (استجداء) للحضور والمؤازرة..

 

- نقول هذا قصيمي وهذا حجازي، وذلك نجدي من باب التمييز، وهي مجرد صفة لا تمثل أي عنصرية، ولا يجب أن نكون بهذه الحساسية طالما لا تحمل أي إساءة أو فوقية..

 

- أعود لمباراتي اليوم اللتين يمثل فيهما (الوطن) كل من نادي الفتح (الحساوي) ونادي التعاون (القصيمي)، متمنياً لهما كل التوفيق، وأن يستثمرا جزئية مهمة قد تساعدهما في مسيرتهما..

 

- ربما لا يملك الفريقان الخبرة الكافية آسيوياً، لكن عليهما استثمار (عدم التركيز عليهما وأنهما بعيدان عن الترشيح)، وهذا من المفترض ألا يجعل اللاعبين تحت ضغوط نفسية، مثلما يحدث مع الأهلي والهلال المطالبين من جماهيرهما، بل كل الجماهير السعودية بتحقيق اللقب وليس أقل من ذلك..

 

- أخيراً أقول إنه قبل أكثر من 25 عاماً هناك من اعتقد (واهماً) من خارج الحدود، أنه قد يفرق بيننا كسعوديين ويشتت لحمتنا بترديد شعار (نجد والحجاز)، لكنه لم يكن يعلم بحجم وقوة ترابطنا، فارتد شعاره إليه..

 

- يومها (وتحديداً عام 1990) قال (المبدع) غازي القصيبي:

 

أجل نحن الحجاز ونحن نجد

هنا مجد لنا وهناك مجد

 

وباتت القصيدة بأكملها (وبما ضمت من ذكر للشمال والجنوب والساحل الشرقي) و(بصوت المبدع محمد عبده) أغنية وطنية شامخة يرددها السعوديون بكل فخر وزهو، ولم تمثل أي عنصرية على الإطلاق..