|


سعد المهدي
حال التحكيم بعد السبع العجاف
2017-02-21

هل يمكن للإنجليزي. (مارك كلاتنبيرج) حل مشكلة ضعف أداء الحكم السعودي؟ يفترض أن يكون هذا السؤال فقط ما فكر فيه اتحاد الكرة، وإذا كان كذلك فعلاً، فهو اعتراف بوجود المشكلة، وهذا أمر جيد، وعليه يمكن بالتعاون مع (مارك) علاج هذا الضعف، بمساعدته بأن يقوم بالتشخيص الدقيق ليمكن له وصف (روشتة) وبرنامج العلاج الصحيح.

 

قبله كان إنجليزيًّا آخر هو (هاورد ويب) لأقل من عامين لم يتغير من الأمر شيء، بل زادت مشاكل التحكيم والحكام بشهادة خبراء ومحللي الأخطاء التحكيمية في القنوات التلفزيونية والإذاعية والمطبوعات الصحفية والإلكترونية. هذه المرة لن أذكر الجماهير والإعلاميين ومسؤولي الأندية واللاعبين والمدربين، فما يذكره (خبير) واحد إعلاميًّا ممن مارسوا وحاضروا وأداروا لجانًا تحكيمية كافٍ جدًّا.

 

مثلاً، الدولي السابق (محمد فودة) ذكر ما هو أبشع من أخطاء التقدير أو تطبيق نص أو روح القانون قال: "إن 80 في المئة من الحكام الدوليين الحاليين يتخذون قراراتهم أثناء المباراة بحسب ما تمليه عليهم صيحات وتفاعل الجمهور مع سير المباراة، وقد أشار في معرض تحليله لصالح برنامج (أكشن يا دوري) إلى أخطاء بدائية لحكام دوليين، منها حالات طرد واضحة لم تحتسب في بدايات مبكرة من الأشواط الأولى، وعدم إيقاف اللعب حفاظًا على سلامة اللاعب، وضربات جزاء لم تحتسب، وأخرى احتسبت بشكل خاطئ، وأهداف صحيحة تم إلغاؤها. 

 

هناك حساسية من بعض المنتسبين لسلك التحكيم من الإعلام، إلا من يستضيفهم من هذه الوسائل فإنهم يستثنونه ويوجهون غضبهم تجاه غيره، وحجتهم أن من الإعلاميين من لا يفهم قانون تحكيم لعبة كرة القدم، أو أنه يريد أن يجيره لصالح النادي الذي يميل إليه، فيظلم الحكم ويتجنى عليه حين يتهمه بارتكاب خطأ قانوني أو تقدير في غير محله، أو حتى تعمد لإلحاق الضرر بفريق أو لاعب. وهنا أقف معهم في أنه يوجد بالفعل مثل هذه الفئة، لكن الأكيد أنه يوجد غيرها ممن تتصف بالنزاهة والاتزان والمعرفة بقانون اللعبة، ويمكن لهم أن يخطئوا تمامًا كما هو الحكم الجيد النزيه الذي يحدث أن يخطئ، لكن الأكيد الأكيد أنه ليس كل الإعلاميين ولا كل الحكام يتمتعون بالنزاهة. 

 

السبع سنين العجاف التي مرت على الحكم والتحكيم السعودي ذات المخرجات الضعيفة، لا يمكن أن تضمن مفاجآتها كما هي كرة الثلج لمديونيات نادي الاتحاد، أو اتحاد الكرة السابق، فهي تكبر كل ما زادت دحرجتها، وعلى من يريد أن يصلح حال التحكيم أن يبتعد عن الأساليب التقليدية في التطوير، وألا يخشى أن يسمي الأمور بأسمائها، وأن يعيد تعديل شروط القبول في الانخراط في مجال التحكيم ليصبح للموهوبين، الذين يتمتعون بكل المواصفات الذهنية والجسمانية والشخصية السوية الواثقة الطموحة.. نريد حكامًا مهرة يقودون اللاعبين للعب النظيف والاطمئنان للكفاءة المهنية والعدالة والنزاهة، البعيدين عن مركبات النقص والعقد أو الشخصيات المهزوزة، نريد حكمًا يشارك في نجومية التفوق لا أن يفسد التنافس ويظلم المتنافس بتخبطاته التي يعتقد بعضهم أنه ليس إلا تقدير يصيب ويخطئ.