|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
أولادنا في الشارع والأكاديميات باهظة الثمن
2017-02-22

كرة القدم هي اللعبة الأجمل والأكثر متعة وشعبية في السعودية، وهكذا في أغلب دول العالم يحبها الصغار الناشئة، بل الغريب الطفل يداعبها منذ الحبو، ولذلك نجد الجميع يمارسها في الحواري وفي الشوارع وعلى الأرصفة، ومن أجل ذلك فأولادنا بحاجة إلى مساحات وأفنية لكي يمارسوا محبوبتهم. نحن في السعودية كالبرازيل، فعندما سئل أحد خبراء البرازيل عن سر تميز البرازيل وكثرة نجومها، قال بأن اللعبة مدعومة من المجتمع، وحقيقة هذا واقع كرتنا السعودية، فهي مدعومة من المجتمع، الكل يحب كرة القدم لأنها تجمعنا لا تفرقنا، ولأننا نؤمل على كرة القدم، فإن الموهوبين في الشوارع وفي المجال الرياضي ينشدون التطور في التدريب العلمي، حيث يعتبر هدفاً تسعى إليه جميع دول العالم لتقديم الصورة الجميلة المبسطة للمدربين، بهدف الإعداد الجيد للرياضيين للوصول إلى أعلى المستويات، وبالتالي فإن أي عمل مخطط له على أسس علمية سليمة يعمل على وصول اللاعبين إلى الهدف المنشود.

 

وعندما يكون التخطيط لتنظيم قدرات اللاعبين البدنية والمهارية والفنية والذهنية والصفات الأخلاقية والنفسية في إطارها الصحيح، سنصل إلى المستوى العالي الذي ننشده، الأمر هذا يتعين معه الأخذ في الاعتبار ما يحدث في أكاديميات كرة القدم التي نرى توسعاً جارفاً نحوها وبالذات خلال تلك الفترة الأخيرة في ظل توجه أولياء الأمور للزج بأبنائهم (فلذات أكبادهم) في هذه الأكاديميات، سعيا منهم نحو وصول أبنائهم إلى مستوى مهاري وفني عال، يحقق معه الأب والابن طموحاتهما في أن يكون لاعبا مميزا ومن ثم محترفاً، إلا أنه من خلال متابعتي لبعض برامج ونشاطات الأكاديميات، لاحظت افتقار اللاعبين إلى إتقان المهارات الحركية، بل تكلفهم في أدائها وضعف مستواهم اللياقي والأداء العلمي للقياسات وتطبيق الاختبارات لتقييم المستويات وتصنيفهم، فضلا عن ارتفاع تكاليف المشاركة بها، حيث إنه مطلوب من ولي الأمر أن يدفع شهريا مبلغا ليس سهلا للأكاديمية، وحري بالقائمين على الأكاديميات على اعتبار أنها مصنع لتفريغ المواهب ومستقبل اللعبة في السعودية، أن يحسنوا اختيار المدربين القائمين على التدريب ممن لديهم تميز في صناعة وتكوين اللاعبين، ومراعاة الفروق الفردية بين المشاركين، مع مراعاة إعادة النظر في رسوم الأكاديميات لضمان مشاركة عدد أكبر من الأطفال الذين لا يستطيعون دفع رسوم الالتحاق بالأكاديمية ولكنهم يملكون الموهبة. 

 

كما أرى أنه من المناسب أن تكون لدينا أكاديميات مجانية يتبناها لاعبون رواد من الجيل القديم وتكون مجانية أو برسوم رمزية، ولا مانع أن تسمى بأسمائهم كما في السعودية أكاديمية ماجد عبد الله وسامي الجابر ونور، والإمارات عدنان الطلياني، وقطر منصور مفتاح، والكويت جاسم يعقوب.. وقس على ذلك باقي الدول الخليجية والعربية، المهم أن نرى أبناءنا يلعبون في الأكاديميات مصنع الأبطال على أسس علمية لا في الشوارع والأرصفة.