|


عبدالله الحمد
خبراء التحكيم والبلبلة
2017-02-23

لا يخلو برنامج رياضي ولا استديو تحليلي من خبير تحكيم، وجرت العادة أن يكون حكمًا سابقًا، وهو بطبيعة الحال مثل الحكام الذين يحكمون الآن، له أخطاؤه الكبيرة والصغيرة، إلا أن ما يثير البلبلة، ويجعل وجود هذا الخبير مضرًّا أكثر مما هو مفيد، فهو تقييمه للحكام من خلال إعادة الأخطاء بالتصوير البطيء، ومن عدة زوايا أيضًا، وتتم الإعادة حسب طلب الحكم السابق لعدة مرات، حتى يتضح له الخطأ من الصواب، وهنا نجد ظلمًا وإجحافاً كبيراً في حق حكام الساحة الذين يشاهدون الحدث من زاوية واحدة وبشكل سريع، ويلزمه اتخاذ القرار بشكل عاجل جدًّا بناءً على ما شاهده.

 

لعل الإنصاف هنا يتطلب من الخبير التحكيمي أن يحكم على الحالة من مشاهدتها مرة واحدة وبشكل سريع، مع محاولة وضع الحدث من أقرب زاوية للحكم، ولا مانع بعد أن يصدر حكمه على اللقطة أن يطلب إعادة بالبطيء للإيضاح، عندما نشاهد الخبير التحكيمي يشاهد اللقطة من كل الزوايا التي يرغب فيها، ويتحكم بسرعة الإعادة، فينتقل الموضوع من كونه تقييمًا للحكم إلى إبداء رأي للحالة، ويصبح حاله كحال أي من الجماهير يبدي رأيه، فعندما نطلب تقييمًا للحكم، يفترض أن نشاهد اللقطة كما شاهدها الحكم، ويقيم الحكم بناءً على ما تتم مشاهدته من زاويته، فقد يكون أخطأ في تقدير حالة ما، لكن عندما نشاهدها من الزاوية التي شاهدها منها يبعد عنه اللوم بأنه أخطأ في تقدير الحالة.

 

استمرار خبراء التحكيم في تقييم الحكام بالطريقة التي نشاهدها حالياً لا فائدة منه إطلاقا، بل على العكس، ليس إلا زيادة في الضغط على الحكم السعودي ومضاعفة الضغط الإعلامي والجماهيري عليه؛ ما يبعد عن الحكام الصفاء الذهني للمباريات، ويزيد عليهم التوتر أثناء المباراة وبعدها.. لجنة التحكيم عليها أن تبادر في إيجاد حل لهذه المشكلة، وأتمنى أن يكون إبراز الأخطاء من خلال اللجنة نفسها فقط، وتظهر للجماهير الحالات من زاوية الحكم، وهل كان قراره صائباً أم لا.

 

من خلف الشباك:

 

أتذكر قبل فترة أعلنت مدرسة ثانوية على حسابها في تويتر، عن بدء تطبيق الاحتراف في الدوري المدرسي، وتلقى أحد اللاعبين عرضًا ماديًّا من فريق آخر، وانتقل له بشكل مباشر.. احتراف "المدارس" هذا يشبه تمامًا الاحتراف الذي نشاهده حاليًا في دورينا.. اللاعبون ينتقلون بين الأندية بلا مراقب أو محاسب لهم.. أسلوب بدائي جدًّا في الاحتراف، بدايةً من قضية خالد الغامدي مع الهلال، وتبعها قضية المدرب أنجوس مع الفيصلي، ثم اللاعب إلتون مع الفتح، ختامًا بقضية عوض خميس مع الهلال.. من العار أن يكون الدوري العربي الأول يفتقد القوانين الحازمة ومواثيق الشرف. اتحاد عزت أمامه تحدٍّ صعب، فلن يذكر مستقبلاً إلا إذا فرض النظام على اللاعبين والأندية.