|


مساعد العبدلي
إعلام بتاع كله
2017-02-23

 

- أتشرف بأنني أنتمي إلى الوسط الإعلامي الرياضي السعودي القوي جدًّا والمثير للغاية (رغم بعض سلبياته)، حتى إن قوته وإثارته جعلت الأحداث (الرياضية) السعودية هي الأبرز والأكثر متابعة، ليس (محلياً) فقط، بل خارج الحدود..

 

- الصوت (العالي) للإعلام (الرياضي) السعودي، جعل الكثيرين (خارج) حدودنا يتابعون (بدقة) الدوري السعودي، ويعرفون كل صغيرة وكبيرة تحدث (داخل) الملعب و(خارجه)..

 

- لكنني أشدد على ما قلته في السطر الأول من هذه المقالة، وهو أن الإعلام (الرياضي) السعودي شأنه شأن أي مجال إعلامي آخر، لا يخلو من السلبيات التي تشوه جماله، بل إنها (أي السلبيات) تجعلنا (أحياناً) كإعلاميين (نندم) أننا ضمن هذه المجموعة الإعلامية..

 

- كثير من الزملاء في المجالات الإعلامية الأخرى (يغبطوننا) كإعلام رياضي على مساحة وسقف الحرية التي منحت لنا..

 

- لكن ما يحدث للأسف، أن (بعض) الإعلاميين (الرياضيين) لا يجيدون (استثمار) هذه المساحة، وذلك السقف من الحرية في الطرح وإبداء الرأي، فيتحول الأمر من (إبداء رأي) إلى (شتائم)، وهنا بات (بعض) الإعلاميين (يشوهون) جمال هذا الإعلام، وهذا ما دفعني للقول بأننا (أحياناً) نندم على أننا إعلاميون رياضيون..

 

- لكي أكون أكثر وضوحاً وتركيزاً، فأنا هنا (في هذه المقالة) لا أتحدث عن الخروج عن النص الذي يمارسه (بعض) الزملاء، وهو خروج (مثلما قلت) يصل في بعض الأحيان إلى تبادل الشتائم من أجل ألوان الأندية، حتى يعتقد من يقرأ لهم أو يشاهدهم، أنهم يتحدثون من مدرجات وليس من منابر إعلامية..

 

- لا أتحدث عن (الخروج عن النص)، لأن هذا أمر اعتدناه، ولم يعد بالإمكان السيطرة عليه، بل (للأسف) أنه يزداد!! ما أعنيه (وهو موضوع هذه المقالة)، هو أن هناك (فئة) من الزملاء في الإعلام الرياضي بات ينطبق عليهم المثل المصري (إعلامي بتاع كله)، أي أنه يفهم في كل المجالات!!.

 

- اليوم (بعض) الزملاء في الإعلام الرياضي بات يتحدث في (الطب) الرياضي، وكأنه متخصص في هذا المجال (بل يعمل فيه)، وأصبح يبحر في الحديث عن التدريب، وكأنه يحمل أعلى شهادات التدريب، أو سبق له تدريب أقوى فرق ومنتخبات العالم!!.

 

- ويواصل (بعض) الإعلاميين فيتحدثون عن قانون الاحتراف ويصدرون قرارات حيال بعض القضايا، وكأنهم أمضوا عشرات السنين في دراسة علم القانون، بل إنهم (للأسف) لم يطلعوا حتى على (كل) أوراق القضايا التي باتوا يفتون فيها ويصدرون أحكامهم!!.

 

- بل إن (بعض) الإعلاميين تحولوا إلى خبراء تحكيم لا يجادلون، ويطرحون آراءهم فقط (وهذا من حقهم)، بل يحاولون (فرض) وجهات نظرهم، وأن الخبير التحكيمي مخطئ!!.

 

- أحترم الإعلامي الرياضي (المثقف)، الذي يقرأ في (التدريب) و(الطب الرياضي) و (قوانين الاحتراف)، وحتى في قانون (التحكيم)، لكن بطريقة (معرفة بعض الشيء عن كل شيء)، بل إنني أطالب بهذا النوع من الإعلاميين..

 

- نعم الإعلامي الرياضي الذي (يعرف بعض الشيء عن كل شيء) هو إعلامي ناجح، من حقه أن يفخر بنفسه ونفاخر به، بشرط أن يكون قد ثقف نفسه من أجل أن يطرح وجهات نظر، ويحاور ويناقش، لكن بأسلوب (محدود)، وليس بأنه (يعرف كل شيء)!!.

 

- علينا كإعلام رياضي أن نملك على الأقل (الحد الأدنى) لنخوض ونناقش ونحاور في كثير من المجالات، لكن لا يجب أن نتجاوز دورنا ونأخذ أدوار الآخرين (المدرب والحكم والطبيب والقانوني)!!.

 

- لا يجب أن نكون (إعلام بتاع كله)، ونخوض في (تفاصيل) تخصصات أخرى قد لا نفهمها بالشكل التام، (مثلاً أن نقرأ بنود لوائح الاحتراف لا يعني أننا قادرون على فهمها وتحليلها مثل القانونيين المتخصصين)..

 

- علينا أن نقرأ في كل المجالات لنكون (مثقفين)، وهناك فرق كبير للغاية بين (الثقافة) و(العلم)، مع خالص حبي وتقديري واحترامي لكل زملائي في الإعلام الرياضي، الذين أتشرف كثيراً بمزاملتهم (جميعاً) ومعرفة (الكثيرين) منهم..