|


عدنان جستنية
دا الكورة عندنا صارت "مسخرة" يا رجال
2017-02-24

ما قام به لاعب ونجم نادي النصر عوَض خميس من توقيع عقدين في أقل من أسبوع مع نادي الهلال وناديه النصر.. دون أي خجل أو مبالاة من سلوك غير أخلاقي أقدم عليه، ودون احترام لكلمة التزم بها، ومصافحة رجال ممثلة في رئيس نادٍ، صافح بيده يدًا بقامة رجل وثق فيه ثقة عمياء، تشكلت عبر لقب "الصملة" الموصوف به، والذي له عدة معانٍ، من بينها "المرجلة"، أكد لي هذا الموقف ومواقف أخرى لحالات مماثلة صحة مقولة "دا الكورة عندنا صارت مسخرة"، على وزن عبارة قالها الفنان الكبير عادل إمام في مسرحية مدرسة المشاغبين "دَنا بئيت مسخرة يا رجالة".

 

- في الحقيقة، المسخرة التي لاحت في ذاكرتي سريعًا لم يكن سببها عوَض خميس وحده فحسب، فقد سبقه إلى ذلك أسماء أخرى على مستوى لاعبين وأندية مارست نفس العنجهية والأسلوب (الفوضوي الماسخ) العبثي، كنتيجة حتمية متوقعة لأنظمة احتراف (سبهللة)، سمحت بانحراف الاحتراف عن مساره الصحيح، وهو انحراف ليس وليد مرحلة تخص د.عبدالله البرقان، إنما منذ أن كان د.صالح بن ناصر رئيسًا للجنة الاحتراف، فمع احترامي الشديد لمكانته الاجتماعية وقامته الأدبية، فهو المشرع الأصلي لنظام (حيص بيص) الذي كان معمولاً به في حارة (كل من أيده اله) بمسلسل "صح النوم"، فالكل يتذكر كيف تم تحويل عقد اللاعب أسامة هوساوي من نادي الاتحاد إلى نادي الهلال، والقصة الحقيقية لـ"ميثاق الشرف" الذي صدر بسبب قضية اللاعب "مانسو"، وفيلم مكسيكي من تأليف بن ناصر وماجد قاروب، وما آلت إليه هذه القضية من "تنازلات" في عهد إبراهيم البلوي بالموسم الماضي، كان لها أثرها في خصم النقاط الثلاثة.

 

- مسلسل "المسخرة" شاهدنا حلقاته أيضًا في أكثر من حالة تخص انتقال اللاعب خالد الغامدي من القادسية للنصر ثم كوبري النادي البلجيكي"، الذي عن طريقه انتقل أسامة هوساوي إلى النادي الأهلي، وبالموسم الماضي تحويل اللاعب من لاعب محترف إلى لاعب هاو، حيث انتقل أسامة إلى الهلال، والشيء نفسه حدث لعسيري الاتحاد، حيث انتقل لاعبًا هاويًا للأهلي، ولاعبين آخرين: الجبرين والخيبري وغيرهما مارسوا مع أندية شاركوهم الأساليب "الملتوية" نفسها، بموافقة من الجهة المشرعة للنظام بممارسة نظام "الاحتيال"، وكانت أكبر قضية أثارت الجدل على مدى موسمين متتالين هي قضية "سعيد المولد" بين الاتحاد والأهلي.

 

- مسلسل "دا الكورة عندنا مسخرة"، لا بد لاتحاد عزت أن يضع حدًّا نهائيًّا له، وهذا ما هو مأمول من إدارة الاحتراف برئاسة طارق التويجري، فما يحدث حاليًا في كرتنا السعودية هو "انفلات" بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، "المستفيد" منه لاعب يلعب على كل الحبال من أجل مصلحة مالية، قد يكون له "شركاء" لهم نصيب يتم توزيعه وفق اتفاق أبرم بينهم، ولهذا أتمنى من التويجري وفريق العمل الذي يعمل معه، سرعة إجراء تغيرات جذرية على نظام الاحتراف بما يكفل عدم تكرار ما يحدث الآن من مهازل ومسخرة "لعب العيال".. والله المستعان".