|


عدنان جستنية
يا حاتم ما لك إلا عزت
2017-02-28

في حديث صريح جدًّا لرئيس نادي الاتحاد المهندس حاتم باعشن، نشر بجريدة الشرق الأوسط، وجه إنذارًا أخيرًا شديد اللهجة، لشخصية اتحادية سيقوم بكشف هويتها لو استمرت في غيها وعبثها، عبر ما تقوم به من في الخفاء، تسعى من خلاله إلى إثارة قضايا ومشاكل على العميد بطريقة "ممنهجة" الغاية، منها إسقاط الإدارة الحالية، وليتحقق لها ذلك تقوم بلعبة "غبية" لعلها تنجح في إصدار قرار دولي من الفيفا، بهبوط الاتحاد لأندية الدرجة الأولى، وهو مشروع "مخطط" له بعناية فائقة، من إدارة "أوهمت" القيادة الرياضية والجماهير الاتحادية والإعلام أنها حلت "80%" من قضايا الاتحاد، وأنها قبل نهاية مدتها ستبلغ حجم الديون "زيرو" لتتفاجأ إدارتا المسعود وباعشن بصدمة مجموعة ديون وتوريط النادي في قضايا مالية ومحاولات "متواصلة" تقوم بها شخصية اتحادية "مريضة"، لبلوغ مشروعها "الدنيء"، إلا أنها فشلت في تحقيقه.

 

ـ وخوفًا من أن تحقق أمنية وأهداف هذا "المريض"، لم يتمكن "أبو محمود" من أن يتحمل مزيداً من الضغوط التي تُمارس عليه بين حين وآخر، فما إن ينتهي من حل قضية حتى يجدد أمامه ملف قضية جديدة لم يكن في قائمة الملفات القديمة التي يمكن معالجتها، وهذا ما جعله في ذلك الحوار يخرج عن طوره حتى في بعض المقابلات التلفزيونية كان له الموقف المتشدد نفسه، نحو تلك الشخصية الاتحادية "المريضة" التي أضرت بالاتحاد كثيراً، وما زالت إلى يومنا هذا تقوم بمحاولات مضنية للإضرار به.

 

ـ وليسمح المهندس حاتم باعشن إن أنعش ذاكرته حول تهديدات سبق له أكثر من مرة استخدامها كوسيلة "ترهيب"، بدءاً من المؤتمر الصحفي الذي وعد بعقده، إلا أنه لم يفعل، إلى وعد آخر تحدث به في برنامج "في المرمى"، وانتهاءً بالوعد الأخير المنشور بجريدة الشرق الأوسط، حيث إنني أرى أن كثرة الوعود وعدم الوفاء بها واستخدام لغة التهديدات وعدم تنفيذها لن تجدي أبداً، وستجعل بعد فترة موقفه مع الجماهير الاتحادية والرأي العام ضعيفًا جدًّا.

 

ـ إنني أتفق مع رئيس نادي الاتحاد "الخلوق"، إن كثرة الضغط تولد الانفجار، ولكن مثل هذا السكوت "القاتل" ضرره أكثر من نفعه، اعلم أنك ستقول لي إن الراحل أحمد مسعود سبق له أن كتب خطابًا لرئيس الهيئة الرياضية، شرح بالتفصيل الممل كل المشاكل والقضايا المالية من استحقاقات وديون خارجية، وكشف بالاسم أيادي خفية "عبثت" فسادًَا بالنادي، إلا أنه لم يفعل شيئاً، ويبدو لي من خلال حديث الرئيس العام للهيئة الرياضية الأمير عبدالله بن مساعد لبرنامج "أكشن يا دوري" قبل أسبوعين، "أنه لا يملك الصلاحية" القانونية التي تجيز له التدخل المباشر في مطالبات "قضائية "لرؤساء" أندية ومجالسها فرطوا في حقوق مادية أو لم يكونوا على قدر"الثقة" ومسؤولية "الأمانة" التي وضعوا فيها، ما دعا الأندية إلى أن تبادر بالشكوى واللجوء إلى المحاكم القضائية، لينال هؤلاء المفرطون أو من تثبت عليهم صفة "الخيانة"، العقوبة التي يستحقونها.

 

ـ أعلم أن مبرر الأمير عبدالله بن مساعد فيه من "الذكاء" الشديد الذي يرمز إلى عدم رغبته بالتدخل في شؤون الأندية، وحينما رمى الكرة في مرمى القائمين عليها ومحبيها، فهو يعلم علم اليقين أنهم لن يجرؤا بالقيام بمثل هذه الخطوات، لأن محاكمنا تسير على خطى "السلحفاة" ونظام "يا ليل ما أطولك"، ناهيك أن باعشن لن يتقدم بشكوى ضد من ورطوا الاتحاد في ديون وقضايا دولية، وهو أمر "مسلم" به، بحكم أنه شخصية "مسالمة" لا تحب الصراعات، ولكن بعدما أصبح الوضع لا ينبغي السكوت عليه، وأن هناك من ينبش "متعمدًا" قضايا بالفيفا، فيجب على باعشن أن يتخلى عن سياسة "التهديد"، ويقوم فوراً بالخطوات نفسها التي قام بها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم عادل عزت، ممثلة في "شفافية" مطلقة حينما كشف الوضع المالي للاتحاد الجديد وما خلفه الاتحاد السابق من "مخالفات" يندى لهم الجبين، وهذه الشفافية التي أدعو إليها باعشن ليس بالضروري أن تظهر للإعلام، إنما تبلغ للاتحاد الجديد على اعتبار أن كل القضايا المالية والديون مرتبطة بكرة القدم، ليقوم اتحاد عزت باتخاذ إجراءات حاسمة وحازمة عن طريق إحالة كل قضية للجهة القضائية المختصة، سواء في اللجان المتخصصة بالاتحاد نفسه أو الفيفا أو إلى المحاكم الشرعية عندنا. 

 

ـ هذا هو الحل الأنسب الذي أتمنى من رئيس الاتحاد البدء في اتباعه بدلاً من سياسة التهديد ووعود واهية لا فائدة منها، أو لغة عتاب موجهة لـ"الفيفا" لن تصل إليه، والله أعلم.