|


فهد المطيويع
الجوهرة المشحونة
2017-03-11

لم أستغرب ما شاهدته من تجاوزات في ملعب الجوهرة من جماهير الاتحاد، المشحونة غضبًا والمشحونة تعصبًا؛ بسبب أنني أعرف حجم التعبئة اليومية من كل اتجاه. وما شاهدناه من خروج على المألوف، ما هو إلا نتيجة طبيعية لهذا الانفلات اليومي من أناس لا تحسب عاقبة الأمور، وأنا على يقين أن استمرار هذا الشحن سيؤدي إلى أشياء أخرى لا تحمد عقباها.. بكل أمانة لم يكن هناك ما يستدعي هذا الانفلات وهذا التجاوز، سوى أن الهلال حقق الفوز ووسع الفارق وحرم الاتحاد المنافسة، طبعاً جماهير الاتحاد وإعلامه ليسوا الوحيدين في هذه الأزمة، هناك تحالفات أخرى تكون أشد تضامناً كلما اقترب الهلال من خط النهاية!! تعودنا هذا الأمر منذ سنوات، فلا هم نجحوا في غايتهم ولا الهلال توقف عن حصد المزيد من البطولات!!.

 

على أي حال، يعلم المنصفون أن لاعبي الاتحاد هزموا فريقهم في تلك الليلة الزرقاء، من خلال عصبية غير مبررة أفقدتهم التركيز، وبالتالي أهدروا المزيد من الفرص، حتى أصابهم الهلال في مقتل وأي مقتل.. المهم بالنسبة لجماهير الهلال أنه فاز وحقق الأهم ووسع الفارق، وترك للاتحاديين مناحة لم يسبقهم إليها أحد.. وفي اعتقادي أن الإدارة الاتحادية لم تتعلم من مطبات هذا الموسم وغراماته، وأنه يجب أن يكون لها دور أكبر في تهيئة اللاعبين والتنبيه عليهم بأن الروح الرياضية أهم بكثير من الفوز والخسارة، خاصة أن صور تلك المباراة المخجلة تناقلها العالم بشيء من التعجب وكثير من الأسف على غياب الروح الرياضية التي شوهها التعصب!!.

 

شخصياً، أشك في أن الإدارة الحالية تملك القرار في المواقف الصعبة، والدليل أن أكثر اللاعبين لم يحسب لها أي حساب عندما صنعوا تلك الفوضى، لا داخل الملعب ولا خارجه، أيضاً اتضح أنها غير قادرة على كبح جماح تهور بعض لاعبي الاتحاد، خاصة الصغار منهم ممن يعتقدون أن تمثيل الفريق في مباراة أو مبارتين يعطيهم الحق في مثل هذا الانفلات، وهذه العصبية التي أضاعت المنافسة وأضاعت ما تبقى من هيبة الاتحاد. 

 

وقفات..

 

قلنا في أكثر من مقال إن الهلال لا يمتع ولكنه يفوز، ويفوز أحياناً (بطلعة الروح)، وهذا النوع من الفوز فيه الكثير من التعب والإجهاد للاعبين وجماهير الهلال، ولكنه لا يخلو من متعة لا توصف، خاصة إذا كان هناك من ينتظر سقوط هذا الزعيم.. (أهداف الجلطة) التي تأتي في الثواني الأخيرة تبقى في الذاكرة وتجرح القلوب الممتلئة كرهاً لإنجازات وجمال الهلال، وبغض النظر عن معاناة بعض المباريات، الجماهير الهلالية تتمنى استمرار الفوز بغض النظر عن أي شيء؛ فالأمتار الأخيرة لا تحتاج إلى الكثير من التعقيد، الفوز والفوز فقط هو من يوصلك للقمة. 

 

أعرف نتيجة نهائي كأس ولي العهد لظروف إرسال المقال، إلا أنني على يقين أن حسين عبدالغني سيصنع الفارق، ويثبت أنه رجل المهام الصعبة، وإذا كانت بالأماني فأنا أتمناها اتحادية، ولكن أتوقع أن يحققها النصر بفضل وجود الكابتن المحنك حسين عبدالغني.

 

مبروك للنصر والاتحاد تشرفهم بالسلام على ولي عهدنا الأمين، فهذا في حد ذاته تشريف لتاريخ لاعبي الفريقين.