|


د. حافظ المدلج
أنقذوا قناة الوطن
2017-03-15

في عام 2001 بدأنا رحلة حقوق البث التلفزيوني وأتذكر حين طرحت الفكرة أن معترضاً قال إن تشفير مباريات الدوري سيجعل النساء يطالبن بالحضور في المدرجات، وأذكر حينها أنني أقنعت صانع القرار بأن العقد سيكون للمباريات "التي لا ينقلها التلفزيون السعودي"، فتم بيع الحقوق حينها لأوربت بـ10 ملايين ريال للموسم الواحد لثلاثة مواسم مددت موسماً إضافياً، ثم طرحنا المباريات "التي لا ينقلها التلفزيون السعودي" فاشترتها art بـ100 مليون ريال للموسم الواحد (عشرة أضعاف العقد الأول) لثلاثة مواسم تم تمديدها لموسمين بزيادة 50% فكان العقد بـ150 مليون ريال للموسم الواحد لمدة موسمين تم خلالهما بيع الشبكة السعودية للشبكة القطرية "الجزيرة" بأكثر من ملياري ريال فانتقلت معها حقوق بث المباريات "التي لا ينقلها التلفزيون السعودي"، حتى قرر المغفور له بإذن الله الملك عبدالله منح كامل الحقوق للقنوات الرياضية السعودية لمدة ثلاثة مواسم مع التزام الدولة أيدها الله بدفع 150 مليون ريال للموسم الواحد قيمة الحقوق مع إضافة 100 مليون ريال لإنتاج الدوري، فكانت نقلة نوعية في الإنتاج والإخراج.

 

بعد ذلك لم يعد لي علاقة بعقود النقل التلفزيوني ولم أطلع عليها، ولكنني فهمت أن كراسة الشروط كانت تحتوي على شرطين أساسيين: الأول منح القنوات الرياضية السعودية مباراتين كل جولة مع النهائيات والثاني عدم التشفير، ولا أدري إن كان تم تعديل ذلك الشرطين أو إلغاؤهما عند توقيع العقد الممتد لعشرة مواسم في سابقة لم يحدث لها مثيل في تاريخ عقود نقل المسابقات المحلية بالعالم، ولذلك دخلت القنوات الرياضية السعودية أزمة أغلقت بموجبها معظم قنواتها الست التي كانت مليئة بالمباريات وسرحت عدداً كبيراً من الموظفين والمتعاونين لعدم وجود محتوى يعملون عليه، فخسر كثير من شبابنا مصدر رزقهم وأجبر كثير من البيوت على إدخال قنوات لا يرغبونها خشية اتجاه أولادهم للاستراحات وغيرها.

 

لذلك أكتب اليوم مناشداً صانع القرار الحكيم بإعادة الحق إلى نصابه ومنح القنوات السعودية مباراتين على الأقل في كل جولة؛ لأن في ذلك حلاً عادلاً لقنواتنا وشبابنا وأنديتنا والمشاهدين، كما أن هذا القرار سيفتح باب المنافسة للإبداع في إنتاج وإخراج المباريات والبرامج المصاحبة لها بين القنوات السعودية والقنوات مالكة الحقوق، فهل يصدر القرار قريباً؟.

 

 

تغريدة tweet

 

يخطئ من يعتقد أن حقوق النقل التلفزيوني مجرد سلعة تباع لمن يدفع أكثر، فهي الوسيلة الترفيهية الأولى لشباب الوطن يفترض أن تدار بأيدٍ وعقول وطنية تستثمرها في زيادة التلاحم بين الشعب والقيادة وتوحيد جبهتنا الداخلية، وعلى منصات إنقاذ قنوات الوطن نلتقي.