|


فهد المطيويع
حذارِ من التخدير يا زعيم
2017-03-18

لا يخفى على أحد، أهمية أن يكون هناك فارق كبير بين الفرق المتنافسة في الدوري، خاصة مع وضع الهلال الحالي، والذي يفصله عن صاحب المركز الثاني ثماني نقاط، تعتبر إلى حد كبير فارقًا مريحًا، ولكن في الوقت نفسه، لا يفترض أن يركن الهلال إلى هذا الفارق، ويستسلم لتخدير الخصوم الذين لا يألون جهدًا في وضع العراقيل، للحيلولة دون تحقيق الهلال بطولة الدوري، لهذا تجد أن هناك من يعمل (باستماتة) على ترسيخ مقولة "إن البطولة حسمت للهلال، وإن الدوري انتهى، وإن الهلال هو البطل"، وهذا أمر فيه الكثير من المبالغة، خاصة أن هناك مواجهات صعبة تنتظر الفريق، إحداها مع ثاني الدوري النصر، والأهلي صاحب المركز الثالث، وما تبقى من لقاءات مع فرق تسعى إلى الهروب من الهبوط، أو إلى تحسين موقعها، والابتعاد عن الدخول في لعبة كراسي الهبوط، ناهيك عن أن وضع الفريق ـ أصلاً ـ غير مطمئن فنيًّا، وشواهد تذبذب المستوى ومزاجية العطاء واضحة في أكثر من لقاء.

 

لهذا أقول إن الترويج بأن الهلال بطل الموسم، ما هو إلا فخ نصبه المنافسون؛ لينام الهلال وجمهوره في العسل، ويستسلموا لهذا التخدير المحبوك؛ لهذا أحذر الإدارة والجماهير الهلالية بعدم تصديق هذه الكذبة.

 

لكي لا يندم الهلال، حيث لا ينفع الندم، حذارِ حذارِ من الدخول في مصيدة مكر الإعلام المضاد؛ لكي لا تضيع آماله وتغتال فرحته بنيران غير صديقة، مع أني أثق بأن لسان حال جماهير الهلال يقول: "الله يخارجنا من لاعبين يكتبون سطرًا، ويطمرون الآخر بدم بارد".

 

نقاط متفرقة طبعًا، التوجه لمحاربة التعصب الرياضي، ونبذ كل من يروج له، أمر مفرح لكل شخص رياضي، يؤمن بأن التنافس الرياضي ميدان شرف، يجمع ولا يفرق، ومع هذا أجد أن الموضوع تأخر كثيرًا، مع أنه كان بالإمكان كبح جماح هذا التعصب مبكرًا، قبل أن تستفحل الأمور، وقبل أن تخرج عن السيطرة وتصل إلى ما وصلت إليه، من كان يصدق أن يصل الاحتقان في المدرجات لهذا الحد، ونرى تلك الفوضى من مدرج أحد الأندية.

 

بسبب هدف صحيح في كلاسيكو الهلال والاتحاد؟!

 

من أوصل هذا المدرج إلى هذا الغليان؟

 

ألم يكن بث هذه السموم على مرأى ومسمع الجميع؟

 

ألم يكن التعصب وجبة رئيسية تقدم كل مساء على مائدة الإعلام دون حسيب أو رقيب؟!

 

ماذا كنا نتوقع أن تفرز رقصات أشخاص بشعارات أندية خارجية في أكثر من مناسبة؟

 

ما ردة الفعل المتوقعة عندما تنحر الجزور فرحًا بهزيمة فريق يمثل الوطن؟

 

عمومًا أن تصل متأخرًا خير من ألا تصل، وإن وصلت اعزم وتوكل من أجل الوطن، بقرارات وأنظمة تكفل كبح تجاوزات متعصبين لا هم لهم إلا مصلحتهم، والعمل بنظرية أنا ومن بعدي الطوفان.

 

أعرف أني لن أكون نصراويًّا أكثر من مشجعي ومحبي النصر، ولكن شهادة حق أقول إن رئيس النصر قدم ما لم يقدمه الأولون في تاريخ النصر، ومع ذلك لم يلق إلا جزاء سنمار.

 

السؤال: هل مثل هذا الجحود يجعل من بيئة العمل الرياضي بيئة جاذبة؟ حتمًا لا، والدليل فيصل بن تركي الذي قدم الملايين ومع ذلك يحاربه أعداء النجاح.