|


محمد الناصر
(كل الألقاب.. وهم)!
2017-03-21

على غرار الوسم الشهير الذي تم إطلاقه في تويتر، بعنوان (هلكوني)، والذي أصبح يبحث في مدى صحة الشهادات العلمية من عدمها، ولاسيما تلك الشهادات الوهمية التي تقتضي في الغالب منح ألقاب يضيفها أصحابها لأسمائهم، ومدى التدليس الذي يرتكبه مثل هؤلاء الأشخاص والكذب على الناس، وكيف أن هذا الأمر يصبح أكثر خطرًا وأشنع، عندما يرتكبه شخص مسؤول أو صاحب وجاهة أو علم أو منصب.

 

أقول وعلى هذا الغرار أقترح إنشاء وسم مشابه تحت اسم (سرقوني)، لتدوين أشهر الألقاب المسروقة، وفيه مواكبة للموضة الرائجة الآن، التي يتنافس عليها جل أنديتنا، وهي الخصومة على ألقاب ومسميات وسرقة بعض الأندية ألقاب غيرها، وكـأنها منجز يسجل في سجلها البطولي، أو أولوية لا ينافسهم عليها أحد.

 

حتى أصبحت الألقاب تصبح في بلد وتمسي في آخر، وأصبحت سرقتها حقًّا مشاعًا لمن يعجبه هذا اللقب أو ذاك.

 

وفي الوقت الذي تنتظر فيه جماهير بعض الأندية إجراءات إدارية أو تطويرًا فنيًّا ينعكس إيجابًا على مستوى فرقها، يصحح من مسارها ويدفع بها بعيدًا نحو المنافسة على الألقاب والبطولات، نفاجأ ببيان يؤكد أحقيتها بلقب، بمبررات واهية وتبريرات غير منطقية، وكأن مشاكل ذلك النادي فقط في اختيار اللقب المناسب أو السطو على لقب جاهز.

 

النادي الأهلي، وفي الموسم الذي حقق فيه البطولات ونافس على المنصات، كان على الدوام حديثه في الملعب، وربما أكمل الموسم، وبالكاد ترى رئيسه يصرح أو مركزه الإعلامي يصدر بيانًا وحصد نتاج ذلك الذهب.

 

هذا الموسم بدأ بالابتعاد عن الدوري، وخرج من كأس ولي العهد، ومع ذلك أصدر بيانًا يؤكد أحقيته بلقب الملكي، والذي يتنافس مع الهلال على أحقيته، ويحسب لإدارة الهلال عدم التفاتها لمثل هذه البيانات، حيث لا يزال تركيزها بالكامل منصبًّا على خطف لقب الدوري، بعد غياب لعدة سنوات، وتولى مهمة الدفاع عن أحقيته في اللقب جمهوره، الذي أثبت بالدليل والحجة أحقية الهلال به.

 

وبعيدًا عن صاحب اللقب الحقيقي، فإن هناك ثمة علاقة عكسية في أنديتنا بين بياناتها ومنجزاتها، فمتى زادت البيانات وارتفع الصوت، تأكد أن الفريق بعيد عن جادة البطولات وساحة المنافسات والعكس صحيح.

 

وعليه لا بد لأنديتنا أن تفهم أن الجمهور بات أكثر وعيًا، وأن مثل هذه المواضيع لا تشغله عن وضع فريقه وجاهزيته للمنافسة، وخطف الألقاب، وأن أي محاولة لجره بعيدًا عن هذه الأولويات محاولة مكشوفة وحيلة قديمة، لا ترضي جمهورًا ولا تعوض خللاً.