-من اطلع في الثلاثة الأيام الماضية، وقرأ نشرات الأخبار واستمع لتصريحات فضائية من مسؤولين كبار، لهم مكانة كبيرة في القلب، يحس من كلامهم بأن نادي الاتحاد في غرفة الإنعاش، مثل إنسان بات ميتاً، إلا أنهم لا يرغبون في إبلاغ أهله بوفاته، تسمع من خلال نبرة أصواتهم دعاءً حزينًا جدًّا "الله يرحمه"، وكأنهم يتكتمون على خبر سيّئ جدًّا قادم من سويسرا، بأن العميد "هابط" لأندية الدرجة الأولى أو الثانية.
ـ الكل يترقب. يريد أن يعرف "الحقيقة" تظهر وتوضح للجمهور الاتحادي وللرأي العام، عشاق هذا الكيان العملاق يتمنون رؤية شخصية "بطل" ممن كنّا نأمل فيهم "الخير"، وتوسمنا أنهم ممن لا يخافون في قول كلمة "الحق" لومة لائم، يقولون من هو الجاني أو الجناة "الحقيقيون"، ومن الذين شاركوا في تنفيذ جرائم لا تغتفر في حق العميد، ويعلنون للملأ صراحة من هو "المسؤول" الأول الذي تقع عليه مسؤولية كل ما حدث ويحدث لنادي الاتحاد، من ديون وقضايا (متلتلة)، بالفيفا والمحاكم الرياضية الدولية، ويملك "الشجاعة" الأدبية، ويكشف للجميع من هو "المتسبب" الحقيقي الذي أوصل الاتحاد إلى هذا "الانهيار"، وإلى هذه "الكارثة"، سواء على مستوى سوء الإدارة أو الفساد الإداري والمالي.
ـ الصدق والشفافية "غائبة" تمامًا للأسف الشديد على مدى أسابيع وأشهر، وقبلها عشر سنوات مضت (يلفوا ويدوروا)، وكل ما تسمعه هو هروب في هروب من "القمة إلى القاع". وكما هو ملاحظ.. هروب من الاعتراف، هروب من "الفضيحة".. هروب من ذكر "الحقيقة".. هروب من كشف هوية "الجاني" الفعلي، ومع قراءة المشهد الاتحادي.. نجد أن "الكراسي" تتغير.. لجانًا تتغير.. وإدارات تتشكل، والجاني في كل مرة (ينفذ بجلده).. محمياً بقوة نظام علاقات خفية ـ كما يبدو ـ تطغى عليها "المصالح" الشخصية من خلال لجان كانت تدار بـ"الريموت كنترول"، ليستمر الحال كماهو، وإعلام مشارك في جرائم "الكذب والتضليل"، ليبقى "الجاني" حرًّا طليقًا مجهول الهوية" بمباركة وتأييد أصوات أعضاء الجمعية العمومية، وبتوقيع مسؤول بمكتب رعاية الشباب وافق على مهزلة تقارير مالية غير "موثقة"، ولم يتم "المصادقة" عليها بأختام رسمية، وافق أيضًا على استلام إدارة جديدة من إدارة سابقة دون إخلاء طرفها وذمتها، (وما خفي كان أعظم).
ـ الوطن والتاريخ والكلمة والأجيال والزمن طال أو قصر، كل ما تعرض له نادي الوطن سواء "هبط" أو لم يهبط.. ثقوا تمامًا لن "يرحموكم" أيها الجناة، كل هؤلاء "خمسة" شهود عصر سوف يدونون في ذاكرتهم كل اسم ساهم في عبث أو فساد إداري.. تضرر منه الاتحاد بإهدار مكتسباته ومدخراته.. وشارك في تشويه صورته والإساءة إلى سمعته، إلا إذا كان من بينكم "إنسان" يحمل في صدره "ضمير" أمة، ضمير دولة، ضميرًا يخاف الله أحس بالمشجع الاتحادي" البسيط"، الذي يعتبر الاتحاد كل شيء في حياته، أهم من قوت يومه، ومن أهله وأبنائه.
ـ نريد من هذا الضمير "الحي" يعلنها صراحة مسؤولية منظومة رياضية "مذنبة"، تتحمل على مدى ثلاث مراحل كل تبعات الإهمال والتقصير في عدم المتابعة والمراقبة المستمرة، نعم هي من "تركت الحبل على الغارب"، وبالتالي هي من يقع على عاتقها مسؤولية "الإنقاذ والتعويض"، وكشف الحقائق بمنتهى "الشفافية" ومقاضاة المتسبب باتخاذ عقوبات صارمة وحاسمة، أقلها عقوبة معلنة تحرمه من الحصول على عضوية النادي مدى الحياة، ليكون هذا العضو "الفاسد" إن حُكم عليه بذلك عبرة لغيره، ولكل من لا يعتبر، والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.