|


وحيد بغدادي
اتحاد كرة القدم.. بلا (إعلام)!!
2017-04-13

في باكورة اجتماعات اتحاد كرة القدم السعودي الحالي.. أقر مجلس الإدارة اعتماد لائحة الضبط الإعلامي لمجلس وأعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم.. وهو القرار الذي توقعنا أن يترتب عليه الكثيير من التغييرات داخل المنظومة الإعلامية لاتحاد كرة القدم؛ لما لأهمية الإعلام والإعلام الجديد تحديدًا من تأثير داخل الوسط.. كما يجب أن تكون نوعية الأدوات المتوفرة متلائمة مع الثورة التقنية والمعلوماتية لتحقيق النجاح المطلوب إعلامياً للمنظومة الرياضية، بما يتوافق مع الشكل التكاملي المطلوب.. ويمثل الإعلام الجديد مظهراً جديداً ومختلفاً كلياً بجميع أدواته، ليس في إطار ومفهوم الاتصال فقط، بل في مجمل ما يحيط به هذا الإعلام من مفاهيم خاصة؛ كونه ما زال في معظم جوانبه حالة جديدة غير كاملة الفهم لدى المجتمع، وقد يساء فهمها واستخدامها نتيجة عدم اكتمال جوانب الوعي والفهم لخصائصه الكاملة.. وقد نجح الإعلام الجديد في تبني العديد من القضايا المهمة وتحويلها لرأي عام، بعد أن يتم إثارة المجتمع ولفت أنظار المسؤولين إليها، من خلال سرعة نقل نبض الشارع إلى قلب الحدث، كما أنها الطريقة الأسرع للشعور بهموم عامة الناس.. ولذلك فإن تجاهل استخدام قنوات الإعلام الجديد لأي جهة خدمية للمواطنين، أو أي جهة استثمارية سيكلف هذه الجهات خسائر كبيرة ما لم تتوفر خطة واضحة للاستفادة من خصائص الإعلام الجديد، والتي تضمن (التكامل، التفاعلية، التنوع، والجماهيرية، المشاركة والانتشار، تجاوز الحدود الثقافية، وتخطي وحدتي المكان والزمان، معالجة مركزية الإعداد والبحث عن المصادر والتوزيع وتنوع المحتوى وسرعة التلقي وضمان الاستجابة عبر تعددية وسائل لفت الانتباه والتركيز).. وذلك من خلال اندماج وسائل الوسائط كالنصوص، والصوت، والصور الثابتة، والمتحركة، والرسوم البيانية ثنائية وثلاثية الأبعاد وغيرها.

 


 الأمر الذي سمح بظهور نوع جديد من الإعلاميين غير المتخصصين في الاعلام، إلا أنهم قد يتفوقون على أهل الاختصاص.. كما ظهرت منابر جديدة للحوار، وأصبح بإمكان جميع أفراد المجتمع أن يتفاعلوا ويعلقوا بكل حرية وبسرعة فائقة على قضاياهم، إلا أن هذه الحرية قد تشكل خطورة كبيرة، إذا ما غابت الرقابة لأنها تتيح نشر أخبار غير صحيحة وشائعات مغرضة، وبعض الأفكار الخاطئة، وقد تقود المجتمع إلى ما لا تحمد عقباه.. وهو الأمر الذي خلق إعلام الجمهور إلى الجمهور، ومعه لمسنا مضامين ثقافية وإعلامية جديدة كسرت احتكار المؤسسات الإعلامية الكبرى.. ولذلك يجب أن يتبنى اتحاد كرة القدم الحالي فكرة تأسيس رابطة للإعلام الرياضي، بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام؛ لتقنين وتطوير هذا الجانب، وتحقيق أعلى درجات الاستفادة والاستثمار الرياضي المطلوب، عبر تفعيل الخدمات الإلكترونية والتطبيقات المتنوعة، باستخدام الهواتف المحمولة، مع ضرورة توفير الرقابة والقوانين اللازمة للحد من أي تجاوزات إعلامية مع ضرورة العمل بجدية على زيادة وتنمية الوعي لدى الشباب ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.. هذا إذا ما أردنا مواكبة المشروع الوطني للخصخصة.. علماً بأن جميع خطط الاستثمار الرياضي لن تنجح ما لم يتم توظيف واستخدام هذه الأدوات الإعلامية بشكل تسويقي سليم وفعال؛ لتحقيق العوائد المطلوبة لتطوير بيئة الرياضة ومفاهيم الوعي لدى جماهير كرة القدم تحديداً في المستقبل.. للأسف انشغل اتحاد كرة القدم بالقضايا الخارجية والمشاكل الداخلية للأندية، وتغافل عن هذا الدور الإعلامي المهم، حتى إنه لم يستطع تسويق نفسه وإبراز إنجازاته للمجتمع الرياضي؛ لعدم وجود جهة أو لجنة تهتم بهذه القنوات في ظل عزوف الجماهير عن المطبوعات الورقية، وسرعة انتشار الخدمات الرقمية والإعلامية بأشكالها الجديدة.