|


محمد الشيخي
بورش بطل الدوري.. وبنتلي الوصيف!
2017-04-14
** نسينا في خضم احتراف السيارات وسلف العقار من هو بطل الدوري، ومن سيتنافس على بطولة كأس الملك ومن حقق كأس ولي العهد، ولم يعد لدينا حماس للحديث عن تفوق المنتخب وآماله في التأهل للمونديال ولا المنتخبات السنية الأخرى، ولا مشاركات أنديتنا في دوري أبطال آسيا؛ لأننا انشغلنا طوال الموسم بقصة انتقال محمد العويس وقضية عقدي عوض خميس وسلفة الملايين الستة، والآن ستبدأ قصة محمد كنو والبورش والفيلا ونية الاتفاقيين في التصعيد، كما كشف عن ذلك عضو شرف اتفاقي ضد من غير سلوك لاعبهم تجاه مطالبهم بالتجديد وتلقيهم مكاشفة علنية برغبة اللاعب المؤكدة في الانتقال، أي ما يعني ضلوع أطراف في الاتفاق مع اللاعب أثناء عقده مع الاتفاق، وما ترتب على ذلك من تأثير ملحوظ على مستوى اللاعب، وأظن أن الخلوق خالد الدبل وهو يتابع هذا المشهد لن يصمت على حق نادي الاتفاق ولا أعضاء شرفه يرضون أن ينتهي هذا السيناريو بما لا يحبون، وأن يكون جدار ناديهم قصيرًا إلى هذا الحد..!
** اليوم لم نعد نتابع في وسائل الإعلام وعلى شاشات التلفزة سوى جلسات مساءلات وتحقيقات وملامح غاضبة ورئيس اتحاد يقول إن التحقيقات في غرفة أخرى غير التي كان يجلس فيها، وإنه لا يعرف أسماء لجان التحقيق وأمين عام يؤجل الحديث لوسائل الإعلام، وقد ذكروني بجلسات مجلس الأمن واستخدام حق الفيتو الذي تتخذه الدول العظمى النافذة لحجب بعض القرارات التي يتم التصويت عليها..!
** أتخيل جلسة التحقيق أو الجلستين من أجل سيارة اشتراها العويس من حر ماله: من أين لك البنتلي ولماذا اخترت هذا اللون؟ وما المعرض الذي اشتريتها منه؟ وكم قيمتها؟ وهل ستبيعها لو تم إحضار زبون (صامل)؟ لأنهم يعرفون أن عقد اللاعب مع النادي الأهلي صحيح وموثق في الاحتراف، ولم يجدوا سوى البنتلي لمحاولة إظهارها وكأنها لغز محير لاتحاد الكرة الذي تحول من أجل هذه القضية وغيرها من القضايا إلى تقمص شخصية المحقق كونان، ونسي شيئًا اسمه كرة قدم ومنافسات وعاش أجواء الأمن وتقصي المعلومات..!
** تشعر أحيانًا أن قضايا احتراف الكرة السعودية ستظهر على الجزيرة والعربية بدلاً من البرامج الرياضية من شدة حساسيتها، وأن كل من يتحدث عنها قبل وبعد النتائج سيتحدث عنها من واقع ميوله ومصالحه لا من واقع السيناريو الحقيقي لهذه القصص الاحترافية التي سيطرت على مزاج الشارع الرياضي وأبعدته عن متابعة كرة قدم حقيقية، بل إنني أظن أن من يحضر للمدرجات أيضًا سيتناول مع صديقه في الكرسي المجاور الحديث عن العويس وكنو وعوض خميس وغياب وحضور التويجري ولغته الحادة التي تحدث عنها بعض الإعلاميين..!
** كرة القدم لم تتغير نحن من حاول فرض أسلوبه الخاطئ في المعاملات والتعاقدات عليها؛ لذا ظهرت لجاننا مشوهة وإعلامنا تائهاً في دروب المعلومة وأنديتنا اختلطت عليها الضوابط القانونية وقلة منها من يطبق الاحتراف الصحيح ولديه إدارة قانونية مؤهلة، ولا يمكن أن تجد عليها ممسكًا إلا إذا كان هناك رغبة في الإيقاع بها بأي وسيلة كانت، أو تعطيل تعاقداتها الصحيحة بطرق لا تتلاءم مع وعود الحسم حتى هذا الوقت المتأخر، وأتساءل ماذا لو كان من تعاقد مع العويس ليس الأهلي؟ هل كان سيأخذ تعاقده هذه المنحنيات؟ أم أنها محاولة لتقليم أظافر القوة لصاحب الثلاثية؟
** احترافنا سيظل مشوهًا ما لم تطاله الضوابط القانونية، وسنظل نسمع بقصص جديدة محزنة على غرار تصريحات ياسر القحطاني وسيناريو اتفاقية هوساوي، وسنبدأ في الحديث عن بورش كنو بعد الفراغ من بنتلي العويس وسلفة عوض خميس، وسننسى المستطيل الأخضر وسيشتعل سوق المحامين والقانونيين ووكلاء اللاعبين وستكون اللجان التي ستوجه إليها الأنظار هي الانضباط والاحتراف وفض المنازعات، وسيجتمع مركز التحكيم الرياضي كل يوم على مدار الموسم.. وسيردد الجمهور: خميس بس، أو عويس بس، أو كنو بس، بدلاً من صدارة بس!!
خاتمة
يا زمان العجايب وش بقى ما ظهر... كل ما قلت هانت جد علم جديد..!