|


عدنان جستنية
من "السارق" يا أهلي؟!
2017-04-18

لم أكن أتمنى من إدارة النادي الأهلي برئاسة أحمد المرزوقي أن تقحم أنفها في قضايا مستهلكة وشائكة ومملة يتم تداولها بين الجماهير ويتناولها الإعلام، أزعم بأنها لا تدخل بأي حال من الأحوال من ضمن اختصاصاتها أو جزء من اهتماماتها ومسؤولياتها، فمن غير المعقول ألبتة أن تصدر هذه الإدارة بياناً صحفياً تطلب من الإعلام بكافة قنواته اعتبار لقب "الملكي" ملكاً خاصاً للنادي الأهلي فقط ممنوع منعاً باتاً الاقتراب منه إلا في حالة أنها تملك ما يثبت صحة هذه "الملكية" بقرار صادر من الجهات المختصة، وهذا الإثبات غير متوفر عندها، فمسمى الأهلي هو "الوثيقة" المعترف بها وهو الذي من حقها أن تطالب الإعلام بعدم التعدي عليه كشعار وعلامة تجارية ممنوع الاقتراب منه ومنها.

 

ـ كما أنني لم أكن أتمنى إطلاقاً من إدارة المرزوقي استخدام كلمة "سرقة" كصفة مقصود بها الهلاليين عبر البيان الذي أصدرته مساء يوم السبت الماضي عقب نهاية مباراة الفريق الأهلاوي أمام شقيقه الهلال والتي انتهت بالتعادل السلبي ونصه كما نشر في هذه الصحيفة (أكدت إدارة النادي ⁧‫الأهلي‬⁩ أنها ستواصل الحفاظ على مكتسبات ناديها، ولن تسمح لغيرها بسرقة لقب "الملكي") فالخطأ الفردي الذي بدر من رجل الأمن في حق مشجع أهلاوي بملعب الملك فهد وتعليق جماهير نادي الهلال للافتة "الملكي" على مدرجات الهلال لا يبرر لها الحق بتوجيه هذا الاتهام الخطير، فمن حقها الدفاع عن حقوق النادي الأدبية والمادية، وتحافظ على مكتسباته ولكن أن تتهم نادياً آخر "تلميحاً أو تصريحاً" بالسرقة فذلك سلوك مرفوض أراه من وجهة نظري خطأً جسيماً لا يليق بإدارة يكن لها المجتمع الرياضي كل الاحترام والتقدير استخدام مثل هذه الإساءات المشينة باختيار ألفاظ تنم كما يبدو لي عن انفعال غير محسوبة عواقبه ناتج عن إخفاقات تواجه الإدارة بناءً على نتائج ومستوى الفريق الأول بعدم تحقيق طموحاتها وطموحات "المجانين" فاضطرت إلى اللجوء إلى ‬"تعويض" من خلال إصدار هذه البيانات لتحقق "بطولات" إعلامية لكسب تعاطف إعلام النادي والمجانين معاً.

 

ـ لكم أن تتصوروا لو أن أحد الأندية منح جماهيره لقب "المجانين" فماذا سيكون موقف إدارة "المرزوقي" في هذه الحالة، وكيف الخروج من هذا "المأزق" الحرج فهل يا ترى سوف تصدر بياناً تطلب من وسائل الإعلام أن تبقي لقب المجانين "حصرياً" على جماهير الأهلي وأن كل من يعتدي على هذا اللقب سوف يعتبر "سارقاً" له، ناهيكم عن أن توجيه اتهام "السرقة" سيفتح على النادي الأهلي أبواباً لن تغلق أبداً عبر العودة إلى "التاريخ" وتذكير الأهلاويين بـ"سرقات" تدين إدارة أطلقت اتهاماً وناديها هو "المتهم" الأول في ذلك منذ تأسيسه وإلى يومنا هذا سواء على مستوى "مسماه" أو على مستوى شعار النادي وأعني اللون "الأخضر والأبيض" ولا أعتقد أنهم في حاجة إلى من يذكرهم بتاريخ بقي وسيبقى شاهداً عليهم. 

 

ـ أخيراً وليس آخراً، كنت أتمنى من الحبيب الرئيس "الخلوق" جداً أحمد المرزوقي أن يكون "حكيماً" ولا ينزلق في هذا المطب ويفكر ملياً قبل إطلاق تهمة "السرقة" جزافاً ويسمح لذاكرته هو وأعضاء مجلس إدارته استرجاع المثل القائل "إذا بيتك من زجاج فلا ترمِ الناس بالحجارة".