|


عدنان جستنية
الانتخابات و"مكارم" الرجال
2017-04-21

 

تجربة الانتخابات "الإلكترونية" التي يرغب رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبد الله بن مساعد في تطبيقها بنادي الاتحاد، أدرك تمامًا أبعادها "السامية" عنده، ونظرة تحمل مساحة كبيرة جداً من التفاؤل، بأن نجاحها في نادٍ بحجم وشعبية هذا الكيان العملاق، سيعزز من تكرارها مرات، وتفاعل أندية أخرى معها، خاصة إن حققت أهدافها المادية إلى جانب برنامج انتخابي، يفرض على الرئيس المنتخب بعد عام الالتزام أمام من صوتوا له بتنفيذ نسبة كبيرة من وعوده، وإلا سيقومون عبر جمعية عمومية تقام مراسمها إلكترونياً بإقالته فوراً.

 

- هذا التفكير الإيجابي، إضافة إلى أن الأوضاع المالية بالنادي فرضت على الأمير اللجوء إلى هذا الحل كخيار معالج للأزمة الطاحنة المقلقة التي يمر بها الاتحاد تحديداً، ولكن ما دعاني في مقال يوم الجمعة الماضي، ثم في أحاديث تلفزيونية عبر قناة 24 الرياضية إلى البوح الصادق برفض الفكرة ومناشدة الجماهير الاتحادية بعدم دعمها حتى ولا بـ"ريال واحد"، رغم إعجابي الشديد جداً بفكرتها وأهدافها، وأنا الذي على مدى سنوات طويلة كنت أدعو كثيراً إلى انتخابات حرة، فهل من المعقول والمنطق عندما يتحقق ما كنت أنادي به أصبح معارضاً له من أجل المعارضة، لولا وجود مبرر قوي جداً دفعني إلى تسجيل موقفي الصريح المعارض.

 

- سبب واحد فقط جوهري وخطير جداً، هو أهم وأقوى من كل الأفكار الإيجابية التي بنى عليها الأمير عبد الله بن مساعد خيار الانتخابات الإلكترونية بنادي الاتحاد، أولها التوقيت؛ فالإدارة التي أحسن الظن فيها ودعمها لم تنتهِ من مشروع الإصلاح والتنظيف، الذي بدأت به وحققت نجاحًا كبيرًأ، أُعجب به كثيراً فاق كل التوقعات وهو يعلم علم اليقين حجم المصائب التي خلفتها الإدارة السابقة.

 

- نعم أقول الإدارة السابقة بالفم المليان من خلال قضايا "متلتلة" تتحمل مسؤولية تخريب قامت به وصل بعضها إلى حالة فساد، اطلع رئيس الهيئة عليها بنفسه شخصيًّا، وبعضاً أحالها إلى أحد معاونيه، "وما خفي كان أعظم"؛ ما يدعوه إلى مطالبة إدارة باعشن بالبقاء وتكليفها سنة ثانية لتكملة مشروعها الإصلاحي وهو الذي يملك بجرة قلم الصلاحية الكاملة لفرض هذا التكليف والقبول به، فمن بدأ المكارم فليتمها، يا أبا عبد الرحمن، وهذا ما أتوقع صدوره يوم الأحد المقبل، فإن أكملت مهمتها عقدت بعدها جمعية عمومية موضحة لأعضائها المركز المالي، وكشفت لهم بالاسم كل من أساؤوا و"عبثوا" بالعميد سواء كانوا رؤساء أو أعضاء مجلس إدارات سابقين، أو حتى أعضاء شرف ليحرموا من الترشيح للانتخابات والتصويت، حينها تصبح فكرة رئيس الهيئة العامة للرياضة بإقامة انتخابات إلكترونية فكرة صائبة وممتازة، وستلقى التجاوب المطلوب والمأمول. 

 

- نصيحة محب.. أتمنى أن يستجيب لها رئيس الهيئة العامة للرياضة، وأنا الصادق الأمين، ويقيني أنه لن يندم مثل عدم ندمه على نصيحة تكليف أحمد مسعود ومقال كتبته عنوانه: ابن مساعد المسعود لن تندم عليه، وأمامه من البراهين الكافية التي تفضح له كل الوجوه المزيفة، التي ظهرت قبل أيام عن طريق عقد مونتاري في قضية ـ الله يستر ـ تستدعي تدخلاً فوريًّا من اتحاد الكرة باستدعاء المتورطين، ناهيكم عن شيك الـ 30 مليون وكذبة إبريل؛ ليعرف أبو عبد الرحمن ماذا يحاك ويطبخ له على نار هادئة، فهلا أدرك تفاصيل اللعبة ومن يقود دفتها باحثاً عن نهاية "هاتوا غيره" بقرار صادر من فوق دون إقامة انتخابات لا عادية ولا إلكترونية.