|


د. حافظ المدلج
الزعامة للزعيم
2017-04-22

منذ انطلاق الدوري الممتاز لكرة القدم قبل أربعين عامًا، يندر أن يبتعد الهلال عن المنافسة على الصدارة، وربما لو أتحفنا أحد المؤرخين بأرقام الدوري على مر التاريخ لجميع الفرق، لرأينا البون الشاسع بما جمعه زعيم نصف الأرض وما جمعته بقية الفرق المنافسة، فالهلال ضلع ثابت في المنافسة والبقية متغيرون، فالزعيم الملكي في أسوأ حالاته ينافس الجميع وفي أفضل حالاته لا ينافسه أحد، ولذلك حافظ على صدارة سجل البطولات فدانت الزعامة للزعيم.


منذ إنشاء رابطة دوري المحترفين "الهيئة سابقاً"، والهلال متفوق رقمياً رغم ابتعاده عن تحقيق اللقب لخمسة مواسم، تعتبر طويلة جداً على جماهيره التي تعودت على معانقة الذهب، ولذلك كان تحقيق اللقب لهذا الموسم نتاجاً طبيعياً لسعيه الحثيث نحو الصدارة التي كان قريباً منها في المواسم الماضية، وكانت خسارته لكل الألقاب الماضية نتيجة تفاصيل صغيرة أو مباريات محددة كان الفوز بها كفيلاً بتحقيق اللقب الذي خطفه بالأمس فصارت الزعامة للزعيم.


لغة الأرقام ستكون الحكم في تقييم الأندية في مشروع الخصخصة، ولن تكون مفاجأة لي إذا كان تفوق الهلال بفارق كبير عطفاً على الأرقام الكبيرة التي تفصله عن أقرب المنافسين، ولذلك أقول لمن ينوي الاستثمار في شراء الأندية بألا يضع حساباته على اعتبار الأسعار التي ستطرح في المرحلة الأولى، فالهلال سيكون الأغلى دون شك لأن الزعامة للزعيم.

 

بهذا اللقب المستحق ضمن الهلال أن يكون طرفاً في السوبر السعودي القادم الذي ستستضيفه العاصمة أبوظبي، ولعل الأشقاء في الإمارات هم الأكثر سعادة بتأهل الزعيم لمباراة تسويقية مضمونة النجاح بسبب الكثافة الجماهيرية للهلال في الخليج، وتزامن المباراة مع إجازة الشتاء التي يفضل السعوديون فيها الترحال إلى "دبي"، وللحديث عن هذا السوبر مقال قادم حول الاتحاد الذي يحقق مطالب الكثيرين، أما مقال اليوم فهو لتأكيد حقيقة أن الزعامة للزعيم.


تغريدة tweet:
يصادف العام 2017 مرور ستين عاماً على تأسيس الزعيم الملكي الذي تمّت تسميته "الهلال" بأمر ملكي جاء ببرقية من الملك سعود رحمه الله، يأمر فيها بتغيير اسمه من "الأولمبي" إلى "الهلال"، وأتذكر قبل عشر سنوات قدم بعض محبي النادي مقترحاً للاحتفال باليوبيل الذهبي "مرور خمسين عامًا"، وذلك من خلال حفل فخم يحضره كبار شخصيات الرياضة العالمية، ويصاحبه متحف للنادي ومباراة مع أكبر فرق العالم، ولكن الفكرة لم تر النور، ولعل الأمير نواف بن سعد يستثمر البطولة الـ55 في إحياء الفكرة والاحتفاء بستينية النادي لتكتمل أفراح جماهير الزعيم الملكي، وعلى منصات الزعامة نلتقي.