|


مساعد العبدلي
تاريخية
2017-04-25

مساء الخميس الماضي كان الهلاليون يحسمون ويحتفلون بتحقيق لقب دوري جميل بجدارة واستحقاق.


ـ بينما مساء الجمعة (بعد أقل من 24 ساعة) كان النصر (المنافس التقليدي للهلال) يسقط برباعية (تاريخية) على أيدي رجال ونجوم حفر الباطن.


ـ قبل الخوض في التاريخية التي (أوجعت) النصراويين لابد من حفظ حقوق التفوق والتألق لكل من ينتمي إلى نادي الباطن أعضاء شرف أو مجلس إدارة أو جهاز فني أو لاعبين وكذلك لا ننسى الجماهير.


ـ كل هؤلاء كانوا وراء الفوز الكبير والتاريخي؛ لأنهم تكاتفوا من أجله وقبل ذلك من أجل ناديهم بشكل عام وفريقهم الكروي بشكل خاص.


ـ أعني أن خسارة النصر (التاريخية) لم تكن (فقط) بأيدٍ نصراوية، بل علينا أن نمنح كل المنتمين إلى الباطن حقهم في ذلك الفوز، فقد قدموا ملحة رائعة استحقوا من خلالها الفوز الذي كان يجب أن يكون بأكثر من أربعة أهداف.


ـ أعود للخسارة النصراوية التي كان بالإمكان ألا تحدث لو سجل السهلاوي ركلة الجزاء وتعامل لاعبو النصر دون فوقية وغرور واستهتار بمنافسهم.


ـ نعم كان إهدار السهلاوي لركلة الجزاء المنعطف (الأهم) لكنه لم يكن (الأول)؛ لأن الأول كان التراخي وعدم احترام المنافس منذ تسجيل هدفين خلال نصف ساعة تقريباً.


ـ حتى تسديد ركلة الجزاء من قبل السهلاوي ظهر فيه التعالي وعدم الجدية ولم يكن (البلنتاوي) محترماً لحارس مرمى الباطن.
ـ من شاهد النصر في الثلث الأول من المباراة شعر بأن المباراة في متناول يد النصراويين وجاء التأكيد من خلال هدفين مبكرين لكن هذا يجب أن يحدث في المدرجات وليس داخل الملعب من قبل اللاعبين.


ـ لاعب كرة القدم يجب أن يتعلم من الكرة التي يركلها أن النتائج لا تحسم إلا بعد أن يعلن حكم المباراة نهايتها ومثلما يتقدم هذا الفريق بهدفين وثلاثة، فإن المنافس قادر على اللحاق والتعويض وليس التعادل فقط، بل ربما الفوز وهو ما أكده نجوم الباطن.


ـ في مقالات سابقة قلت إن ما يحدث لفريق النصر (داخل) الملعب سببه بنسبة تتجاوز 95% ما يحدث (خارج) الملعب من خلافات شرفية ـ وإدارية وتغييرات متكررة في الأجهزة الفنية وضعف مستوى المحترفين الأجانب.. كلها عوامل أثرت كثيراً في أداء اللاعبين.


ـ أما خسارة مباراة الباطن فيتحملها اللاعبون بنسبة 100% لأنهم تعالوا كثيراً ولم يحترموا منافسهم الذي علمهم درساً لن ينسوه على صعيد احترام المنافس.


ـ لن أذهب مع من قال إن النتيجة (دعوة مظلوم) ولا مع من فكر مجرد التفكير بأن اللاعبين (متواطئون) بل سأقول إن اللاعبين مستهترون.


ـ أحزن كثيراً لحال جماهير النصر التي تقف بكل إخلاص وتؤازر فريقها لكنها لا تجد التقدير (خارج) الملعب بسبب الخلافات الشرفية ـ الإدارية ولا من (داخل) الملعب من خلال لاعبين مستهترين لا يقدرون أهمية الشعار الذي يرتدون ولا حجم الجماهير التي تشجعهم.


ـ على الشرفيين ومجلس الإدارة واللاعبين أن يحترموا تاريخ الكيان الذي منحهم شرف الانتماء إليه وأن يفكروا في تاريخ ومستقبل هذا الكيان ويتركوا العبث بتاريخه.


ـ عليهم جميعاً أن يحترموا جماهير النصر التي تحترق من أجل أن تشاهد ناديها بطلاً وليس مسرحاً للصراعات والكبرياء والاستهتار.


ـ من يحاول القول إن الخسارة لم تأت نتيجة (استهتار)، بل نتيجة عدم استلام اللاعبين لحقوقهم، يغرد في عالم آخر.


ـ نعم من حق اللاعبين أن يستلموا حقوقهم دون تأخير.. لكن في الثلث الأول من مباراة الباطن عندما تفوق النصر وتقدم بهدفين هل كان اللاعبون قد استلموا كامل حقوقهم؟ الاستهتار وحده كان وراء خسارة النصر ذلك المساء.


ـ أعود لأكرر.. مثلما تصارع النصراويون (إدارة وأعضاء شرف) واستهتر اللاعبون بمنافسهم فقد كان رجال نادي حفر الباطن مثالاً للتكاتف خارج الملعب ووراء الفريق وكان اللاعبون يحترمون ضيفهم وفي الوقت ذاته يؤمنون بأن كل شيء ممكن في كرة القدم متى حضرت الروح وكان الإصرار عنواناً للعطاء.