|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
في الصيف ضيعت اللبن
2017-04-26

نبارك للهلال مقدماً تحقيقه بطولة الدوري بكل سهولة، وهو يستحق عطفاً على المستويات التي قدمها وقدمتها الفرق المنافسة. الهلال فريق بذل جهوداً جبارة في الإعداد والتجهيز، وأنفق الملايين من أجل تغيير جلد الفريق بإحضار لاعبين منجزين وذوي جدوى، ولم يركنهم في الاحتياط، الهلال فريق يدار بهدوء وعقلانية، يديره رجل قائد يؤمن بالمعرفة والتخصص ومفوض كافة الصلاحيات للجهاز الفني، لكنه يملك قيد المساءلة والمحاسبة.

 

المقدمة السابقة دليل موضوعي على استحقاق الزعيم لبطولته، وعلى ضفة النهر الأخرى نجد غريمه التقليدي نصر في الصيف ضيعت اللبن، ينطبق هذا المثل على فريق كرة القدم بنادي النصر، والذي فقد ما يقارب 18 نقطة من فرق الوسط التي مثلت حائلاً بينه وبين بطولة الدوري على الرغم من هزيمته لأندية المقدمة روحة وجيئة، تذكرت قول الداهية كارينيو، المدرب البطل الذي قال قولاً حاسماً في ذلك قال من يكسب فرق الوسط سيحقق الدوري.

 

وفعلاً الهلال حقق الدوري بفرق الوسط، تصور لو أن النصر حقق الـ ١8 نقطة التي سلبت منه بسهولة كان هو البطل بتميز ويعكس ذلك افتقار النصر للهداف الذي ينهي المباراة ماجد عبد الله حمل النصر ٢٠ عاماً، وسطر اسم النصر كبطل، ماجد ترك النصر والدوري والنصر أكثر فوزاً على الفرق الأخرى لأنه كان لاعباً بفريق، متى ما أراد تسجيل الهدف انحنت له أيدي الحراس وأرجل المدافعين، ماجد ترك فراغاً لم يسد ولن يسد على المدى المتوسط.

 

ولم يفطن النصراويون لهذه الثغرة الكبيرة وهي غياب الهداف الذي يحسم المباراة ويكسر تكتلات فرق الوسط بمهارة، لما أحضر النصر الهداف البرازيلي إلتون قبل سنتين حقق ثلاث بطولات، ولعب على ٣ نهائيات، أجزم أن كل نصراوي يتحسر على ضياع النقاط من الفرق المتوسطة على الرغم من سيطرة النصر الواضحة على مجريات اللعب، إلا أنه افتقد لمنهي الهجمة التاريخي.

 

بكل تأكيد أن النصر لو لعب بطاقم سعودي مخلص فسيكون قوياً وسيحقق إحدى بطولات الموسم. 

 

أتذكر قبل سنوات كان الهلال مرصعاً بالنجوم محليين وأجانب، ودخل النصر بطاقم وطني كامل وألحق بالهلال هزيمة قوية قوامها هدفين.

 

على قيادة النصر وضع خطة سداد مجدولة للملايين التي يعاني منها النادي وألا تنجرف في صفقات إثبات ذات لا تسمن ولا تغني من جوع كبدت خزينة العالمي ملايين، وستكون وبالاً على إنجازاته في الـ٥ سنوات المقبلة.

 

خلاصة القول، أن غياب الرؤية والتخطيط السليم يورد المهالك، والحسرة والندامة وأن العقل يجب أن يضبط العاطفة في قيادة الأداء والإنجاز الهلال والأهلي يعيشان أفضل مراحلهما العمرية مال ولاعبين وقيادة، فهل يستغلان غياب الأصفرين والظروف التي تعصف بهما دولياً وداخلياً؟.

 

هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة. وهل ينقذ رجال النصر النصر من ديونه، ويعاد ترتيب البيت النصراوي كما الملكي والزعيم أم تستمر الأوضاع تنتظر الفرج القادم؟ هذا ما ستكشفه قرارات رجالات النصر.