|


عيد الثقيل
مؤسس الرياضة السعودية الحديثة
2017-04-26

 

في عامين وبضعة أشهر استطاع عبدالله بن مساعد أن يؤسس مفهوماً جديداً لهيئة الرياضة "الرئاسة العامة لرعاية الشباب"، التي ظلت أسيرة لكرة القدم منذ إنشائها قبل أكثر من 40 عاماً سوى من بعض المناشط الخجولة والعشوائية في إدارة الألعاب المختلفة.

 

لا أبالغ إن وصفت هذا الرجل بمؤسس الرياضة الحديثة في السعودية شريطة أن يستمر العمل على المنهج ذاته الذي أسسه وقاتل لبنائه. فعبدالله بن مساعد حوّل رؤية هذا الجهاز الحكومي إلى رؤية شاملة للرياضة حتى قسمها إلى رياضة مجتمعية ورياضة تنافسية وأعاد ترتيب الأولويات لدى الهيئة ليربط الرياضة بكل جوانب التنمية الأخرى.

 

ما تضمنته رؤية 2030 من تطوير وتنمية رياضية كبرى كان نتيجة فكر هذا الرجل، فالمشروع الذي قدمه لمجلس الاقتصاد والتنمية في لقائه الأول برئيسه وأعضائه سبق إطلاق الرؤية السعودية بأكثر من 5 أشهر.

 

ولو لم يكن هذا الرجل يحمل فكراً خلاقاً لما اعتمد المجلس وعرابه ما طرحه في هذا المشروع ودعموه بشكل كبير ولافت في جميع جوانب المشروع. حتى تم أخيراً ربط الهيئة بالمجلس الاقتصادي مباشرة مما يعكس هذا الاهتمام والثقة الكبيرة التي حازها رئيسه خلال عامين.

 

ففي مجال الرياضة المجتمعية يعلم الجميع أن الهيئة وعبر الرؤية السعودية 2030 وضعت رفع نسبة ممارسة المجتمع للرياضة من 13% حالياً إلى 41% في عام 2030 هدفاً وهو رقم صعب إن تم تحقيقه، فنتائجه وفوائده ستعم جميع شرائح المجتمع وستنعكس على كل القطاعات الأخرى وعلى رأسها الصحة.

 

أما في الألعاب التنافسية فيكفي مشروع اللجنة الأولمبية الذي بدأت العمل به من الآن على أن تظهر نتائجه عام 2022 أي بعد خمسة أعوام وما يحمله المشروع من أهداف كبرى لم تبلغها الرياضة في السعودية منذ تأسيسها أو حتى تقترب منها وهو المشروع الذي دعمه الأمير محمد بن سلمان بشكل مباشر من خلال تقديم سبعة مليارات ريال وبناء أربع مدن أولمبية وتفريغ وتحفيز لرياضيي النخبة.

 

وفي مجال كرة القدم الذي تقتصر نظرة بعض الإعلاميين عليه يكفي هذا الرجل أنه عراب الخصخصة القادمة على الأبواب إضافة إلى القوانين التي سنها لضبط ديون الأندية والحد منها وهو ما لم يفعله أحد قبله ولم يكن يسأل أي نادٍ عن ديونه وأمواله.

 

حاولت أن أشرح بعضاً مما قدمه ابن مساعد في عامين خلال أسطر قليلة وأنا على يقين من أن تجربة هذا الرجل في عمره القصير في إدارة الهيئة الرياضية تستحق كتاباً.

 

ولكي تتأكد أيها القارئ الكريم من نجاح هذا الرجل فما عليك سوى أن تتجول في وسائل التواصل الإعلامي فلن تجد شامتاً بخروج هذا الرجل من دائرة المسؤولية سوى مشجع أعمى التعصب عينيه أو طفل من أطفال الإعلام الجهلة.

 

أخيراً كل الأمنيات للرئيس الجديد محمد آل الشيخ بالتوفيق وكلنا أمل في أن يستمر التطوير والتأسيس لرياضة مختلفة وشاملة. ودعواتنا لابن مساعد بأن يجزيه الله خير الجزاء على ما قدمه لشباب بلاده خلال هذين العامين وأن يرزقه على قدر نيته ونزاهته.