ما يحدث في ساحتنا الرياضية على مستوى الاتحاد السعودي لكرة القدم وبعض مسؤولي الأندية، ومنسوبي الإعلام الرياضي، يدعو حقيقة إلى "الشفقة" وإلى مرحلة تُجبر المتلقي جمهوراً شغوفاً باللعبة، أو (غرقان) لشوشته في حب ناديه، أو متابعًا من خلف الشاشة بناءً على ما يسمعه ويراه ويطلع عليه يومياً من مجموعة "تناقضات" غريبة على مستوى القرار والرأي، إلى أن يصرخ بأعلى صوته "مسخووووها".
ـ هل من العقل والمنطق، أن تستغرق دراسة قضية اللاعب "محمد العويس" ثلاثة أشهر ليصدر الحكم مستمداً من أنظمة لجنة الاحتراف، ونفس الشيء فيما يخص قضية اللاعب "عِوَض خميس" شهرين وخمسة أيام، لماذا كل هذا "التأخير" غير المبرر و"المطمطة" الزائدة من اتحاد يملك من "الكفاءات" الإدارية الجيدة القادرة على "الحل والربط "؟ وما دام بحوزتها لوائح يمكن اللجوء إليها والاستناد إلى موادها، حتى إن احتوى جزء منها على الغموض أو كان بها ثغرات؛ ما كون عند الجميع انطباعًا سيئًا عن اتحاد "متردد" في اتخاذ القرار، يسيطر على رئيسه وأعضائه "الخوف"، وهي سمعة غير طيبة، ولا أظن رئيس الاتحاد "المنتخب" عادل عزت يقبل بذلك بأي حال من الأحوال، ويقبل من يقول تراكم "مسختووووها".
- الحال فيما يخص الغالبية من أندية "الكبار" للأسف الشديد لا يسر إطلاقًا، وما تحدث فيها من "فوضى" إدارية وشرفية ومالية، يمكن أن تأخذ نفس المنحنى والاتجاه "مسخووووها" إلى أبعد الحدود، وذلك في الجانب المادي من حيث الصرف عبر تعاقدات خالية بمبالغ "تشم" فيها رائحة "الخيانة" وأندية تحولت لعالم "بزنس" لمجموعة من السماسرة و"المنتفعين"، ولو بحثنا عن سبب هذه الفوضى ومن يتحمل مسؤولية "الساكت" عن تلك الخيانة، لوجدنا أن الجهات ذات العلاقة المباشرة منذ "30" سنة هي من سمحت بكل هذه الاختراقات التي أضعفت الأنظمة وأرهقت الأندية بالديون، وشوهت صورتها وسمعتها لدرجة لا "تصدق"، في ظل غياب الرقابة والمتابعة من الجهات المعنية، وأعني بطبيعة الحال الرئاسة العامة لرعاية الشباب سابقًا، والهيئة العامة للرياضة والكل حينما يستمع "المستائين" من "غفلة "المسؤول الكبير لا يستطيع أن يخبئ في فمه كلمة "مسخووووها"، وهذه المرة موجهة للمسؤول الكبير في اتحاد كرة القدم أو الرئاسة أو الهيئة العامة.
ـ انظروا في جانب آخر من أندية على مستوى رؤسائها وأعضاء مجلس إداراتها، وما تمر به حاليًا حسب تعاطٍ إعلامي "مكشوف" للصغير والكبير، بالفعل لا نستطيع القول إلا "مسخووووها"، وأعني هنا الأهلي والشباب والنصر والهلال يعرفون النظام جيداً وتبعاته، وما يترتب عليه من عقوبات، إلا أنهم يصرون على الوقوع في "الخطأ" عبر حوافز تشجيعية يفرضها المال، واُخرى جماهيرية بحتة، ولعل في هذا الحراك الذي نراه قد بدأ منذ ثلاثة أيام ما يدعونا إلى "التفاؤل" نحو مستقبل مختلف، ينتهي معه عالم "مسخووها" بلا رجعة.
ـ أما الإعلام الرياضي، فبعضه أرى أنه تحول إلى قصة كبيرة تسود ثناياه كوميديا مضحكة جداً، تحاول الخروج منها سالمة مسالمة فلا تسطيع، تلاحظ من خلال أطروحات خارجة تمامًا عن مصطلح القراءة أو مفهوم له صلة بالنقد الهادف البناء، أن "المصلحة" بدأت تضع لها أقداماً "صلبة" جداً تنحر المهنية والأمانة والنزاهة، وإن كنّا في الماضي نتقبل من يحامي عن ناديه وفق رؤية "عقيمة"، تريد من هذا وذلك الإعلامي "أن ينسلخ" من ميوله وانتماءاته، فإننا اليوم نعاني من إعلاميين تحولوا إلى "سماسرة" ووكلاء لاعبين ووسطاء، وعندما تبحث عن كلمة معبرة عن "الاحترام" لهؤلاء بمن وصفوا بالسلطة الرابعة، تسمع من ينادي بالقرب منها "مسخووووها"، انظروا في قضايا الساعة والمشار إليها آنفاً تغير دور الإعلامي من باحث عن الحقيقة إلى باحث عن رضا رئيس النادي وعضو الشرف الفلاني وزيادة رصيده في تويتر وبقية حسابات "السوشل ميديا"، وعن جوانب مادية تجعله ينسى اسمه وكل من حوله.
ـ لن أضيف أكثر؛ فالفيلم الهندي أو المسلسل المصري "مسخووووها" لا أدري متى تنتهي أحداثه، فما أراه يدل على أن السكة طويلة طويلة. وربنا يستر.