|


فهد عافت
تأملات صائم
2017-05-29

ـ يعلمنا الصيام الصبر، لكننا لا نصوم لأنه يعلمنا ذلك، نصوم لأن الله أمرنا بذلك. 

 

ـ البحث عن سبب لأداء الفرض، غير أنه أمر الله، هو الكِبْر الذي طُرد به إبليس من الجنّة، ذلك أنه أبى واستكبر، يريد معرفة سبب يرتضيه، لأمرٍ فرضه الله سبحانه!،..

 

ـ أخطأ إبليس فطُرِد ونُبِذ، وأخطأ آدم فهبط وخرج!،..

 

ـ حرّمت الجنة على إبليس، ولم تحرّم على آدم وذرّيته، فقط أُدخِلوا في اختبار، فكانت الدنيا،..

 

ذلك لأن آدم ـ عليه السلام ـ أخطأ دون كِبْر، أخطأ وهو مقرٌّ بخطئه، مستحيٍ من خالقه، نادم على فعلته، بينما أخطأ إبليس وهو غير مقرٍّ بخطيئته، وغير خجلٍ منها، وكيف يخجل: 

إنّ كل ذرّة كِبرٍ تهدّ وتهدم جبل حياء!،..

 

ـ البحث عن أسباب عقلية للفرائض وطرائقها كِبْر وقِلّة حياء، وأما في ما هو غير فريضة، فإن استخدام العقل فيه فريضة!،..

 

ـ حين نتعلّم من الفرائض شيئاً فهذا فضل من الله علينا، لا سبب لتأديتنا لها، نسجد لله لأنه أمرنا بذلك، ولو قال لنا سبحانه أن نسجد لغيره لسجدنا طاعةً، هذا هو الفرق بين المؤمن وغير المؤمن، لكن الله سبحانه وتعالى أكرم جباهنا بعدم السجود لغيره، فله الحمد،..

 

ـ وفيما يخص الصبر، فإنني أظن أن الأدب متقدّم عليه في دروس الصيام، وأضرب مثلاً، ولله المثل الأعلى، 

 

ألا ترى أننا حينما نُدعى إلى وليمةٍ، فإننا لا نقوم إلى صحن الطعام قبل أن يأذن لنا صاحب الدار، يأذن فننهض ونحيط بصحن الطعام، لا نمدّ أيدينا إلا بعد أن يأذن لنا ثانية: "سمّوا على عشاكم"!، نفعل ذلك رغم علمنا أننا ما دُعينا إلا إلى عشاء نأكله، غير أن الأدب يكاد يحرمه علينا دون إشارة من صاحب الدعوة؟!..

 

ـ الصيام أدب!، يعلّمنا الأدب مع الله من خلال تذكيره لنا بأبسط وأوضح وأطيب حقيقة، وهي أننا لله، وأن ما لدينا لله، وأن ما ليس لدينا لله أيضاً. 

 

اللهم لك الحمد والشكر والفضل والمنّة..