|


محمد الشيخي
معالجة أزمة الأهلي بتصريح..!
2017-06-02

** حديث إعلامي واحد هو الأول منذ فترة طويلة، كان كفيلاً بمعالجة الفراغ الإداري المحتمل في النادي الأهلي، ووضع الأمور في نصابها الصحيح، على المستويين الإداري والشرفي، فيما أندية كبيرة تجرعت مرارة الصراعات لفترة طويلة، ولم تجد حلًّا حتى الآن، إنها نعمة يعيشها الأهلاويون دون أن يشعروا، عندما تعالج أزماتهم في وقت قياسي ودون تدخلات خارجية، فقد أحدثت التصريحات الصحفية للرمز الأهلاوي حول مستقبل الأهلي صدى واسعًا بشفافيتها ومباشرتها، لمشهد أهلاوي أمامه، أراد التعامل معه علانية أمام الجماهير الأهلاوية، لتطلع على الحقيقة مباشرة دون رتوش، فمن حق البيت الأهلاوي عليه أن يكون صريحًا ومباشرًا لمواجهة أي فراغ إداري محتمل، قد يحدث في ظروف صعبة، ويلقي بظلاله على استعدادات الفريق الكروي الأول والنادي بصورة عامة؛ لذا فالحديث ليس الهدف منه إرغام إدارة على الرحيل أو البقاء، بقدر ما هو استيضاح صورة واتخاذ قرار عاجل؛ من أجل مستقبل الأهلي الإداري واستقرار النادي، وحماية الإدارة من الضغوط الإعلامية والجماهيرية بخروج آمن وملائم، وما يتبع ذلك من تعيين إدارة جديدة وإعلان برنامج إعدادي واستقطابات مختلفة، يحتاج إليها فريق كرة القدم الأهلاوي، الذي مر هذا الموسم بظروف صعبة، ومع ذلك لم يكن بعيدًا عن البطولات، وكان قريبًا من الدوري، واحتل مركز الوصيف، وكان قريبًا من كأس الملك، بتأهله للمباراة النهائية، ثم تأهل لربع نهائي بطولة آسيا، وهذه النتائج لم تكن موازية لحجم طموح الأهلاويين، وفي مقدمتهم الداعم الأوحد للنادي والرجل الذي يعده الأهلاويون مظلة للنادي تقيه الأزمات؛ لذا فمبادرته بالحديث عن أوضاع الأهلي في هذا التوقيت المبكر، هو جرس إنذار لوجوب اتخاذ قرارات مفصلية، تتبعها قرارات تعزز استقرار النادي وتنجز ملفاته العالقة، بدلاً من قضاء الصيف في معالجة فراغ إداري..!

 

** الأهلي مطمع كل طامح في مقعد الرئيس؛ فهو يملك أكبر الرعايات الاستثمارية وبيئته صالحة للخصخصة، ويملك أرضية صلبة مؤسسة في الفريق الكروي الأول، مؤهلة لتحقيق البطولات، كما حدث في وقت قريب، ولكن الرئيس يجب أن يضع في ذهنه اعتبارات عدة، منها تعزيز مكتسبات الفريق الكروي الأول بالاستقطابات الفنية والعناصرية، وإعادة ألعاب النادي إلى الواجهة، والاهتمام بالجوانب الإدارية والاستثمارية وحتى العمل الخيري والاجتماعي، الذي كان الأهلي مميزًا فيه حتى فترة قريبة..!

 

** الأهلي أيها الرئيس يحتاج إلى لاعبين أجانب يصنعون الفارق على خلفية الاستحقاقات المهمة المقبلة، وأولها بطولة آسيا طموح كل أهلاوي، ثم الاستحقاقات المحلية، ويحتاج إلى عمل إداري يوازيه تواصل شرفي ومناقشة مستمرة، وإلى رفع مستوى الشفافية بين النادي وجماهيره؛ فالضبابية لا تصنع ألفة ولا تقاربًا، بل إنها مدعاة لأزمات محتملة وأولها أزمة الثقة، وعلى الرئيس أن يمد جسور الثقة مع جميع فئات الأهلاويين، ويجعل شعاره الصراحة والشفافية مع أعضاء الشرف وجماهير الأهلي..!

 

** الأهلي مقبل على عهد إداري جديد، لكن هذا العهد يجب أن يؤطر برؤية استراتيجية وأهداف مرحلية يجب أن تنجز، وإنجاز أي عمل يحتاج إلى بقاء إدارته واستكمالها لمدتها النظامية؛ حتى تستطيع الإيفاء بمتطلبات النادي وتحقيق أهدافه وطموحات أنصاره..!