|


بدر السعيد
هارد لك يا وطن.. من الأول إلى الحادي عشر..!
2017-06-04

في الثلاثين من إبريل الماضي، كتبت عبر "الرياضية" مقالاً بعنوان "الرابع يا باش مهندس"، حاولت من خلاله تسليط الضوء على حجم التراجع المخيف في نتائج رياضتنا على المستوى الخارجي.. حيث كانت المؤشرات واضحة للقريبين من المشهد والمتابعين للحركة الرياضية، وهي تشير بوضوح أن الأدوات الحالية في مفاصل العمل الرياضي عاجزة عن تكوين فكرة كاملة عن طبيعة الرياضة، وبالتالي فإن فشلها في تحقيق النتائج ما هو إلا امتداد طبيعي لضعف المخزون والخبرة لدى أولئك الذين تم استقطابهم من شتى القطاعات الخاصة في البلد، وفي كل المجالات ما عدا المجال الرياضي..!

 

تلا ذلك المقال مشاركة رياضية مهمة على المستوى الفني، هي دورة ألعاب التضامن الإسلامي الثالثة "باكو 2017"، والتي أقيمت خلال شهر مايو الماضي في أذربيجان وشاركت فيها 54 دولة من ثلاث قارات، وانتهى بنا المطاف خلالها بالتوقف عند المركز الحادي عشر، وبإجمالي 11 ميدالية، منها أربع ذهبيات فقط..!

 

والمزعج في الأمر، أن هذه المشاركة الهزيلة أتت بعد مشاركتين، كانت الأولى عام 2005 على أرض الوطن، وأنهيناها في المركز الأول على صدارة الدول، وبستين ميدالية منها 24 ميدالية ذهبية.. ثم في المركز السابع في العام 2013 في الدورة الثانية، التي استضافتها إندونيسيا وبمجموع ميداليات بلغ 16 ميدالية منها سبع ذهبيات.. 

 

وفي الوقت ذاته، لا نريد أن تكون الشفافية في نقد مشاركتنا الهزيلة في باكو 2017، سبباً لأن ننسى أو نتجاهل ما حققه الرجال المخلصون.. فبمثل ما أبتليت رياضتنا بمن عبثوا بها ممن هم خارج محيطها.. فقد منحها الله رجالاً أوفياء استطاعوا المحافظة على ما تبقى من ماء في وجه الرياضة والرياضيين.. وارتفعت راية الوطن بسببهم ـ بعد الله ـ في الميادين الرياضية.. وهم أبطال كرة اليد وألعاب القوى والرماية..

 

أعترف لكم أنني شخصياً لم أكن مصدوماً من هذا الإخفاق الذي صاحب نتائج منتخباتنا في البطولة.. فعصاري العيد كانت واضحة الملامح، وهي تشير لنا كيف ستكون لياليها..!

 

واليوم ونحن نتابع السباق نحو الكرسي الأكثر تأثيراً في الحركة الرياضية، فإننا نأمل أن يقيض الله للجنة الأولمبية الوطنية رجالاً يعون ما تملكه الرياضة من قيمة وتأثير داخلي وخارجي.. وأن يكون القوي الأمين هو الأقرب إليهم من سواه.. فرياضتنا لا تتحمل المزيد من الأسماء القادمة من دوائر المال والأعمال والبعيدة كل البعد عن طبيعة وجوهر وفلسفة الميدان الرياضي ومتطلباته..

 

وتذكروا جيداً.. أنه لا يمكن أن تحقق رياضتنا أهدافها.. وسنستمر في إضاعة المزيد من الوقت والجهد والمال طالما أن من يديرون مفاصل الأمور داخل منظومة العمل الرياضي، هم مجموعة من الخبراء والمختصين في كل شيء إلا الرياضة..!