|


د. حافظ المدلج
دقيقة صمت
2017-06-10

أعجبني أمير منطقة الرياض وهو يطالب من لم يقفوا احترامًا للسلام الملكي السعودي في حفل تخريج جامعة شقراء بمغادرة الصالة؛ وذلك لأن الأعراف الدولية أوجبت الوقوف احترامًا للسلام الوطني لأي دولة في المناسبات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأكاديمية وغيرها، والأمر ينطبق بشكل كبير على المناسبات الرياضية، حيث أصبح عزف السلام جزءًا من البروتكول الرياضي في المناسبات المحلية والدولية، ويجب الوقوف احترامًا أثناء عزفه.

 

ولأن الأعراف تتغير بتغير الأزمان، فيصبح الممنوع مسموحًا والعكس صحيح بتغير الأحوال والظروف، ظهر في السنوات الأخيرة بروتوكول رياضي جديد يمارس للتعبير عن الاحترام للمتوفين ويسمى "دقيقة صمت"، بحيث يطلق الحكم صافرته قبل انطلاق المباراة ويقف صامتًا كل من في الملعب من نجوم وحكام وجماهير منظمين لمدة دقيقة واحدة، بحسب ساعة الحكم الذي يطلق صافرة ثانية، تعود فيها الأمور إلى وضعها الطبيعي بانتهاء "دقيقة الصمت".

 

قبيل مباراة منتخبنا في أستراليا قبل أمس وقف الحكام ونجوم أستراليا على الدائرة في تطوير جديد لبروتوكول "دقيقة الصمت"، التي كانت في السابق لا تستوجب الوقوف على الدائرة، بل كان اللاعبون يقفون في أي مكان دون حركة أو كلام، ويبدو أن نجوم منتخبنا لم يتقدموا للاصطفاف على الدائرة؛ ما أظهرهم وكأنهم يرفضون تنفيذ تقليد أو عرف "دقيقة الصمت".

 

عايشت المباريات الدولية أثناء عضويتي للجنتي كأس العالم 2010 وكأس القارات 2013، حيث يسبق كل مباراة بيوم اجتماع فني يحضره عن كل فريق ممثلون عن الإدارة والأطباء والتسويق والإعلام والأمن، ويديره مراقب المباراة مع ممثل للحكام والتسويق والإعلام والأمن من الجهة المنظمة للمباراة، ويتم في هذا الاجتماع توضيح جميع النقاط المتعلقة بتنظيم المباراة، بما في ذلك العد التنازلي الذي يبدأ بوصول الفريقين قبل تسعين دقيقة من بداية المباراة، ويشتمل بدقة على كل التفاصيل التي تسبق صافرة البداية، بما فيها "دقيقة الصمت".

 

 

تغريدة tweet:

في اللحظة التي لم يقف نجومنا على دائرة منتصف الملعب أثناء "دقيقة الصمت"، ألتفت إلى راكان الذي كان يتابع المباراة معي، وأبديت تخوفي من ردود فعل الإعلام الغربي على هذا التصرف، وكتبت تغريدة أثناء المباراة وبعد نهايتها، أخبرني ولدي مشعل المتابع للصحافة البريطانية، أن ما كنت أخشاه حدث، والمحزن أن صياغة الخبر كانت تسقط على عدم احترامنا لضحايا الإرهاب في لندن، وكانت تعليقات القراء أكثر إسقاطًا؛ فبادر الاتحاد السعودي بالاعتذار الذي أتمنى أن يصل إلى الجهات الرسمية والإعلامية عن طريق إدارة العلاقات الدولية؛ حتى لا يساء فهمنا، وعلى منصات الخير نلتقي.