|


فهد عافت
فايز المالكي والحصار
2017-06-14

ـ يمكن للفنّان أن يتحرّك خارج فنّه، وأن يكون جيداً أو عاديّاً أو حتى سيّئاً، غير أن هذا لا يجيز لنا الخلط بين عمله الفنّي وعمله الاجتماعي والإنساني.

 

ـ يكاد يكون فايز المالكي ظاهرة في هذا الجانب، إنسان بمعنى الكلمة، ظهر كفنان يوزّع قفشات ضاحكة على الناس، لم يتمكّن لغياب الجديّة فيه أولاً، ثم لغياب الكتابة الدراميّة المنضبطة، من تقديم أعمال فنيّة ذات قيمة، وفي الفن لا يمكن إلا لقلّة محظوظة أن تقف في المنتصف، ولذلك تدحرج فنيّاً إلى أسفل.

 

ـ كانت الآمال معلّقة عليه أكثر من غيره بظهور جيل آخر بعد القصبي والسدحان، تماماً مثلما كانت الآمال في مجال الغناء معلّقة على عبدالمجيد عبدالله أمام محمد عبده وبعد طلال مدّاح، لا عبدالمجيد صَلَح، ولا المالكي فَلَح.

 

ـ فجأة، ظهر فايز المالكي كناشط اجتماعي، وللأمانة فقد نشط الرجل في هذا المجال حتى استحق احترام الجميع، ونال من التقدير والتعاطف ما يستحقه وأقلّ. 

 

ـ فَعَلَ حسناً حين لم يلتفت للأصوات المشككة في نشاطه الإنساني النبيل، وظلّ يتقدّم بخطوات واسعة، اتّسمت بالمثابرة وقوّة العزيمة، وتكلّلت بنجاحات مشهودة.

 

ـ ما فعله فايز المالكي، وما يفعله، وما سوف يفعله بإذن الله، يؤكد معدن الرجل الشّهم النبيل، لا يُضيره في شيء أن عمله الخيري مُتابَع إعلاميّاً، ومكشوف، فالخير جهراً أطيب من اللاخير سرّاً، بل قد يكون الخير جهراً أطيب منه سرّاً في بعض الحالات، إن خَلُصَت النيّة لله تعالى، وكان في هذا الجهر دافعاً للآخَرِين، وهو ما أظنه في فايز المالكي وما أسأل الله له به.

 

ـ تحمّل فايز المالكي مُضايقات كثيرة، والقفشات التي كانت تبدأ منه ثم تتجه للجمهور عكست مسارها وصارت تتجه من الجمهور إليه، وكانت بعض ردود الأفعال خشنة وجافّة وكأنها غيْرة عاجز أو حسد مُبغِض، وفي آخر المطاف ها هو يقف اليوم كأحد أهم الأسماء الفاعلة في مجتمعنا، لا يُنكر نشاطه وأثره غير جاحد.

 

ـ مشكلة فايز المالكي في فنّه وليس في إنسانيّته.

ورطته أن عمله الإنساني مُحاصَر بعمله الفنّي، النبيل فيه مُحاصَر بالهزيل منه.

وهو وحده القادر على فكّ هذا الحصار.