|


إبراهيم بكري
الأمير والصياد !!
2017-06-15

صياد فقير يلتحف السماء في العراء، مسكنه من خشب "صندقة" تستره من أشعة الشمس وحرارتها الحارقة، المكان البحر في مدينة جيزان يشاركه في الأكل القطط تتقاسم معه عرق جبينه من الأسماك التي يصطادها.

 

أمانة جازان قبل سنوات طورت الشاطئ وغرست في مدخله لوحة كبيرة "الكورنيش الجنوبي"، لا أحد من الأهالي يسمى هذا الشاطئ بمسماه الرسمي في الجهات الحكومية... ماذا يسمي سكان جازان هذا الشاطئ؟

 

"بحر العضيل"!!.

 

هذا الفقير أصبح يملك الشاطئ في نفوس الناس وليس على الأوراق الرسمية، الصياد العضيل أول من سكن هذا الشاطئ قبل تطويره ليرتبط في ذاكرة المكان لأكثر من 40 سنة.

 

الصياد انحنى ظهره، سكنت تجاعيد الزمن في وجهه، يده اليمنى أصبحت عاجزة أن تمسك "الجلب" سنارة صيد السمك، كان غنياً بالقناعة وهو يأكل من رزق البحر، لا يسأل أحد عن قوت يومه، عفيف النفس راض بمسكن من خشب لا كهرباء ولا ماء.

 

المرض يأكل جسد الصياد، ليصارع الموت وحيداً لا زوجة ولا ولد، وحيداً يتأمل أمواج البحر ليقرأ في المد والجزر ضوء القمر، لا يعرف الزمن والوقت واليوم، ميلاد الشمس وغروبها ميقاته في هذه الحياة.

 

الناس اليوم في جازان يتحدثون عن قصة هذا الصياد مع أمير شاب أعاد إليه الأمل في الحياة وزرع البسمة في جسده ليعالج همومه ويروي حاجته.

 

تعود القصة إلى أيام قليلة أثناء زيارة الأمير محمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة جازان لشاطئ العضيل وهو يتأمل تراقص أمواج البحر التي تداعب رمال البحر الذهبية، شاهد العجوز الصياد في مسكنه الخشبي المتهالك وطلب من سائقه أن يوقف السيارة، ترجل الأمير وذهب إلى الصياد العجوز وسأله عن صحته وماذا يحتاج؟.

 

تبرع نائب أمير جازان من حسابه الخاص لهذا الصياد بمبلغ مالي لسد حاجته، ووجه الجهات المعنية بسرعة توفير مسكن مناسب.

 

سنوات طويلة وهذا الصياد العجوز يتجرع المعاناة ليكتب الله له الأمل من جديد بيد أمير شاب يحب الناس ويحبونه، رفعه الله بتواضعه وأسكنه قلوب الأهالي في جازان لأنهم لمسوا قربه منهم والحرص على راحتهم والتفاني في خدمتهم.

 

 

لا يبقى إلا أن أقول:

 

يقول فرانك كلارك:

"الكرم الحقيقي هو أن تفعل فعلا محمودا لشخص لن يعرف أبدا بما فعلته".

 

لعلاج معاناة الصياد فعل الأمير الكثير من الإجراءات دون أن يعلم العجوز تفاصيل العطاء لكي ينعم بحياة أفضل.

 

هذا الموقف الإنساني من الأمير محمد بن عبد العزيز نائب أمير جازان يأتي امتداداً لمواقف سابقة ولاحقة تجسد كرم هذا الأمير الشاب القريب من الناس وهمومهم.

 

في عشرة أيام تبرع سموه بــ3 ملايين ريال، مليون ريال مساهمة منه في إنشاء مشروع مركز التوحد بجازان، تبرعه بـ2 مليون ريال وعن أبنائه بـ300 ألف ريال في تدشين حملة "مشروع تفريج كربة" بجازان لإطلاق سجناء جازان. 

 

شخصية هذا الأمير الشاب جذبت أهالي جازان لحبه ليس لأنه كريم فقط، كثير من الصفات القيادية يتميز بها، القرب من الناس، التواضع، الحكمة، وفتح قلبه قبل مكتبه لكل مواطن يحتاجه لتذليل الصعاب.

 

شكراً لقيادتنا الرشيدة التي أكرمت أهالي جازان بهذا الأمير الشاب نائباً لهمومهم واحتياجاتهم.

 

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك في صـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.