|


عدنان جستنية
أبوك كذاب.. وأنت كذاب
2017-06-16

ونحن نسترجع بألم وحزن مواقف الدولة القطرية، واثنين من حكامها، وماوصلت إليه العلاقة بينها وبين جيرانها من دول الخليج ونستعرض واحدة من تلك المواقف التي ستبقى في ذاكرة التاريخ والتي انكشفت لنا مؤخراً وكان من الممكن أن تكون بمثابة درس قاس لا ينسى، فيه من العبر والعظة لهذين الحاكمين وللنظام القطري بصفة عامة، يتبادر إلى أذهاننا سؤال مهم وأكثر من سؤال منطقي وعقلاني وبديهي من المؤكد أنه سيطرح مباشرة من قبل كل من علموا في عبارة مشهورة قيلت لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد حينما وصف هو ووالده بالكذابين وقيل لهما حرفياً "أبوك كذاب وانت كذاب" هذا السؤال الذي حتماً سيطرح وهو السؤال الأول.. ما الذي دفع واضطر قائلها إلى استخدام هذا الوصف العنيف بكل ما فيه من مواجهة ومكاشفة ومصارحة؟


ـ وقبل أن أجيب على هذا السؤال لابد لنا أن ندرك تماماً مستوى ونوعية العلاقة والمشاعر التي تعامل معها قائل تلك المقولة وهو يتحدث مع أمير قطر "الابن" والتي من الواضح أنها لم تخرج عن إطار حديث الأب مع ابنه او كبير العائلة مع صغيرها بعدما وجد أن هذا الابن "العاق" أو الأخ الأصغر "الكذاب" تعدى وتجاوز حدوده فلا يجب مداراته والسكوت على كذبه ونفاقه إنما مواجهته ليبدأ في إعادة حساباته من جديد وتغير نمط سلوكه.


ـ بالعودة إلى السؤال الأول وهو ما الذي دفع واضطر صاحب هذه المقولة الشهيرةً إلى استخدام ذلك الوصف العنيف "أبوك كذاب وانت كذاب" فالإجابة بدون أدنى شك مبنية على حكمة حلم وصبر نفد عند قائلها، ولَم يعد هناك مجال لاستخدام اُسلوب المجاملات والمدارة والدبلوماسية إنما ينبغي التعامل مع "الكذاب" الذي يعتقد من الصعب مصارحته
بكل أنواع وألوان كذبه بأن لا تتردد "وتعطيها له في وجهه" مباشرة وهذه واحدة من أساليب التربية "القديمة" وهذا ما فعله من أطلق تلك المقولة والذي يبدو أنه سمع كلاما من الشيخ تميم فيه كذب لا يقل عن كذب أبيه فلم يتمالك أعصابه فصفع تميم الكذاب بذلك الوصف القاسي لعله يصحو من غفلته ويستيقظ من سبات "عميق" هو ما زال فيه.


ـ الشيخ تميم "هداه الله وأصلحه" لم يستفد من ذلك الدرس "القاسي" ولَم يفهم فحوى رسالة عميقة ويبدو لي أن الكذب في دمه وطبعه هو وأبيه الشيخ حمد ولعل ما يؤكد صحة مقولة "أبوك كذاب وانت كذاب" أن أمير قطر في حينها ولا بعد تلك اللحظات لم يتعظ بذلك الوصف وهذا ما أكدته الأحداث وما نتج عنها من مواقف تدل أن "القلب الميت ميت" فلم يتعظ بكلام وهذا ما فرض على الملك سلمان "حفظه الله" إلى "فعلٍ" يضع
حداً جازما وحازما لكذاب يجب أن يتوقف عن كذبه "ويحدد موقفه من علاقة أخوة صادقة أم أخوة كذابة؟ علاقة شقيق وصديق أم عدو"! فكانت قطع العلاقات هو "الحل المناسب" ليعرف الكذاب حجمه الطبيعي .