|


بدر السعيد
عصاري العيد ..
2017-06-25

 

يحضر العيد فتحضر معه تلك الهالة من المشاعر الجميلة .. وتلك الذكريات البسيطة في أشكالها الكبيرة في معانيها .. يحضر العيد .. فيتوقف عقلي عن التفكير في عنوان مقالي .. ويتوقف معه قلمي استجابة لهذا الفرح .. أتوقف .. وأمتثل لمشاعري هذه المرة .. وأستجيب لكل طلبات قلبي .. فالعاطفة هنا تبدو أكثر سطوة من العقل ..!..

 

* * * * *

 

قالوا قديماً .. ليالي العيد تبان من عصاريها .. وقبل أن نستعد لأفراح ليالي العيد .. إليكم أحبتي ماذا قالت لي عصاريها ..

قالت لي عصاري العيد .. إن من حقي كمسلم أن أفرح .. فقد شرع الله لنا هذا الفرح .. وسبقنا رسولنا الكريم بذلك عليه الصلاة والسلام .. وانتقلت أفراح ذلك العيد جيلا بعد جيل .. وقرناً بعد آخر .. حتى وصلت إلينا ونحن نرفل بحمد الله ونعمته بدين سماوي تلفنا عظمته .. وتحتضننا سماحته .. ونتنفس من هداه ..

 

* * * * *

 

قالت لي عصاري العيد .. اصفح وتسامح .. ابتسم وتسامى .. إبدأ بالسلام وادفع بحبك إلى المزيد .. ارسم قبلاتك في جبين كبار السن .. وعلى وجنتي الصغار .. لا تجعل التقدم التكنولوجي يحرمك من زيارة قريب مكتفياً بالرسالة .. ولا تجعلها تحرمك من لقاء أحبتك .. ابذل ما استطعت من الوقت والجهد لتكون قريباً منهم قدر الإمكان .. حتى ولو بمكالمة هاتفية تعيد للحياة طبيعتها بعد أن كبلتها لوحات مفاتيح الأجهزة "الذكية" التي أوصلتنا إلى مراحل "غبية" ..!

 

* * * * *

 

دنت مني عصاري العيد أكثر وأكثر .. اقتربت .. فهمست في أذني قائلة .. إياكم أن تنسوا أولئك الرجال الذين تركوا أهلهم ومصالحهم وديارهم واتجهوا إلى ميادين العز والشرف .. فتوزعوا بين منفذ حدودي .. وثغر حربي .. وفي الحرم المكي والنبوي .. و انتشروا في باقي البلاد لننعم بما نحن فيه من أمن وأمان ..

 

* * * * *

 

عصاري العيد هذا العام قالت للجميع أننا مقبلون بمشيئة الله وفضله على مرحلة تاريخية سياسية في مملكة استطاعت أن تتجاوز أصعب التحديات بفضل الله أولاً ثم بفضل جيل من القيادات الراشدة التي عبرت بنا غمار محيطات التأسيس والنمو .. فبينما كان العالم يعاني من اضطرابات وتقلبات .. كنا نحن حينها نرفل بالخير والنماء في أربعين عاماً قادها جيل عظيم من أبناء المؤسس يرحمهم الله .. ونسأله سبحانه أن يحفظ الأحياء منهم ويجزيهم أكمل الجزاء .. وكل من سار على نهجهم من أبنائهم الذين خدموا الوطن في أكثر من موقع ..

 

وشاء المولى سبحانه أن نعيش لنشهد عيداً جديداً يحمل معه هذه النقلة النوعية الكبيرة في تاريخ البلاد العظيمة التي شرفها الله بأشرف عمل وهو خدمة الحرمين الشريفين وزوارهما .. عيداً يحمل انتقالاً نموذجياً للسلطة في أعلى مستوياتها .. صاحبها اختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد .. وهو الرجل الذي تشبعت جيناته بحب هذه الأرض .. وتعهد أن يسقيها سنوات عمره المقبلة .. 

 

* * * * *

 

وختمت عصاري العيد بقولها:

 

دمتم أحبة .. تجمعكم الرياضة .. ويحتضنكم وطن ..