|


فهد عافت
المتنبّي.. عناقه الحزين ونياقه الضاحكة!
2017-06-30

 

 

"بلكونة" الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!، كتابنا اليوم هو ديوان المتنبّي، وقد تعمّدتُ قدر الإمكان الابتعاد عن أبياته الشهيرة، مثلما تعمّدت توزيع بعض الأبيات على غير المعتاد من تقطيع الشكل:

 

ـ إبِلٌ ضاحِكة وأصنام عفيفة:

 

ما زلتُ أُضْحَكُ إبْلِي كُلّما نَظَرَتْ..

.. إلى من اخْتَضَبَتْ أخْفَافُها بِدَمِ!

 

أُسِيرُها بين أصْنَامٍ أُشَاهِدُهَا..

.. ولا أُشاهِدُ فيها عِفَّةَ الصَّنَمِ!

 

ـ بَصْمَة نَظَر:

 

وَ.. رِقَّةُ وَجْهٍ،

لَوْ خَتَمْتَ

بِنَظْرَةٍ..

 

.. على وَجْنَتِيْهِ،

ما انْمَحَى أَثَرُ الخَتْمِ!.

 

ـ هجاء التشبيه:

 

.. دُخُولُ الكافِ مَنْقَصَةٌ!.

 

ـ الشاعر والمتلقّي:

 

قَدْ هَذَّبَتْ فَهْمَهُ:

الفَقَاهةُ.. لي..

.. وَهَذَّبَتْ شِعْرِيَ:

الفَصَاحَة.. لَهْ!.

 

ـ لِثَامُ المُفرَدَة:

 

نَطِقٌ، إذا حَطَّ الكلامُ لِثَامَهُ..

.. أعطى بمنطِقِهِ القلوبَ: عُقُولا!.

 

ـ غيرة القلب من "القَلْب":

 

وَيُعيرني جَذْبُ الزِّمَامِ

لِـ: قَلْبِها فمَها..

إليكِ،

كطالبِ التّقبيلا!.

 

 

ـ أنوثة الدنيا:

 

شِيَمُ الغانِياتِ فيها،

فلا أدري..

لذا أَنّْثَ اسْمَها الناسُ.. أمْ لا؟!.

 

ـ ديكتاتوريّة الحب:

 

.. وَلا رَأْيَ في الحُبِّ للعاقِلِ!.

 

ـ الزَّمَكَان:

 

بِطُلُولٍ كَأَنَّهُنَّ:

نُجُومٌ..

.. في عِرَاصٍ كَأَنَّهُنَّ:

لَيَالِي!.

 

ـ أخبار ليست قديمة:

 

على الفُراتِ أعاصيرٌ، وفي حَلَبٍ..

تَوَحُّشٌ...!

 

ـ جَنَّةٌ جَهَنَّمِيَّة:

 

تُعْرَفُ في عَيْنِهِ حَقَائِقُهُ..

.. كأنَّهُ بِالذَّكَاءِ

مُكْتَحِلُ!

 

أُشْفِقُ عِندَ اتِّقَادِ فِكْرَتِهِ..

عَلَيْهِ مِنْها،..

أخَافُ..

يَشْتَعِلُ!.

 

ـ السعادة: أفعال جديدة وأخلاق قديمة:

 

إنّ السَّعَادَةَ فيما أنتَ فَاعِلُهُ..

.. وُفِّقْتَ مُرْتَحِلاً.. أوْ غَيْرَ مُرْتَحِلِ!

 

أَجْرِ الجِيَادَ على ما كُنْتَ مُجْرِيهَا..

.. وخُذْ بِنَفْسِكَ في أخْلَاقِكَ الْأُوَلِ!.

 

ـ مشكلة الصديق المرسول:

 

كُلَّمَا عَادَ مَنْ بَعَثْتُ إلَيْهَا..

.. غَارَ مِنِّي!،

وخَانَ فِيمَا يَقُولُ!.

 

أفْسَدَتْ بَيْنَنَا الأمَانَاتُ:

عَيْنَاهاَ!،..

وخَانَتْ قُلُوبَهُنَّ: العُقُولُ!.

 

ـ قَدَرُ المُبدع:

 

أُعَادَى على ما يُوجِبُ الحُبَّ لِلْفَتَى..

.. و أَهْدَأُ..

وَالأَفْكَارُ فِيَّ تَجُولُ!.

 

ـ سِرُّ الفَنّ:

 

أَبْلَغُ مَا يُطْلَبُ النَّجَاحُ بِهِ:

الطَّبْعُ،..

وَعِنْدَ التَّعَمُّقِ:

الزَّلَلُ!.

 

ـ تعريف الدَّمْع:

 

مَطَرٌ.. تَزِيدُ بِهِ الخُدُودُ.. مُحُولَا!

 

ـ لكلّ تِمْراح مِمْراح:

 

لِلَّهْوِ..

آوِنَةٌ تَمُرُّ..

كَأنَّها:..

قُبَلٌ،..

يُزَوَّدُهَا: حبيبٌ راحِلُ!.

 

ـ يا أبا الطَّيِّبِ نأخذ منك الكلام ونردّه إليك:

 

أَيُّها الباهِرُ العقُولَ،

فَمَا تُدْرَكُ وَصْفاً،

أَتْعَبْتَ فِكْرِي.. فَمَهْلَا!