|


عدنان جستنية
بطولة "المزاج" العربي
2017-07-28

ما من شك أن الشعوب العربية تثمن للأمير تركي بن خالد قبوله مهمة رئاسة اتحاد "ميت" بالسكتة الدماغية،..

 

وبمغامرة طبيب "متخوف" جدًّا بألا تنجح عملية جراحية خطيرة، سيقوم بها وسط أجواء مرتبكة ومحبطة جدًّا، لا يأمن عواقبها ومدى قدرته على "إنقاذ" مريض لا يوجد أي "أمل" في شفائه، له سنوات طويلة منومًا في "غرفة الإنعاش". 

 

وأصبح أشبه بمن صدر في حقه حكم "الإعدام" تخلى عنه الكل ورفضه الكل.. بات اليوم في عالم "النسيان" لا يوجد من يفكر فيه أو يسأل عنه.

 

- هذه المجازفة لم يستعن في الأدوات التي استخدمها بمشرط طبيب جراح، إنما بفكر واحد "لعيب"، حيث وجد في لعبة كرة القدم ومنافساتها وشغف شعوبها العربية بصيصًا من "الأمل"، يعيد من خلالها "الحياة" لذلك الاتحاد الميت؛ فكانت لمسته الأولى قرار له علاقة بـ "التاريخ"، وبطولة لها من الذكريات الجميلة والممتعة، قد تكون في عودتها "بلسمًا" شافيًا لذلك المريض وجراح "عميقة" إصابته بتلك السكتة الدماغية، ولم يكتف بهذه اللمسة إنما اختار بحسه القومي "الموقع" المناسب كخطوة ذكية ليضمن وجود وتوافد نسبة كبيرة من "الزوار" المصريين وأشقائهم العرب؛ فيشعر ذلك المريض باسترجاع شيء، ولو بسيطًا من عافيته، وتعود له ذاكرته "المفقودة"؛ فكانت مصر "أم الدنيا" الذي وجد فيها مبتغاه لتحقيق أمانيه الصعبة، متجاوزاً بشكل "مزاجي" عن لوائح وأنظمة، متعذرًا بأن ألم المريض في الوقت الحاضر لا "يستحمل هذا النوع من العلاج والدواء والعامل "النفسي" في هذه المرحلة، هو "الأهم"؛ فكانت "العشوائية" عاملاً رئيسيًّا في اختياراته، والمبنية كما أسلفت على "مزاجية" رياضي يذكرنا باختراع مجموعة "أبناء عم"

اكتشفوا يومًا من الأيام في شركة "زغبي" الغاية التي تحقق من خلال "استفتاء" عشوائي أيضًا جزءًا من لعبة رهان شخصي دار بينهم، أو فكرة مرتبطة بعالم جديد على الكرة السعودية، له علاقة بـ"البزنس" وسوق "الاستثمار"؛ فاتفقوا دون أي "اعتبار" لأسماء "كبيرة" لها شأنها في كرة القدم، وشعبيتها "الجارفة"؛ فناديا الاتحاد والأهلي" لم يكونا سابقاً ضمن ذلك الرهان "العشوائي"، ولا الفكر "المزاجي"، والمشهد نفسه يتكرر اليوم في بطولة اخترت لها مسمى "بطولة المزاج العربي"، منسجمًا مع مزاج حال الأمة العربية.. ولغياب "متعمد" للمرة الثانية يحدث، لم أرغب نعتها بصفة "الأنانية" أو صفة أخرى تمنع مقص الرقيب السماح بتمريرها في هذا "الهمس" الذي يحاكي وينشد "الحقيقة"، وإن كانت مُرَّة، وطعمها قريب من العلقم.

 

- عمومًا.. البوادر كما هو ظاهر لي وللجميع أن العملية ولله الحمد تكللت بنسبة لا بأس بها من النجاح، وملامح "الشفاء" تدعونا إلى "التفاؤل" وإلى تقديم خالص الشكر والتقدير للطبيب الأمير تركي بن خالد، وكل من ساعدوه من لجان وأرض مستضيفة وإعلام رياضي، وإن عكر "مزاجي" الشخصي وأنا أكتب هذا المقال "رباعية" مغربي "ساحر" أذاق النصر هزيمة ثقيلة ومؤلمة لا تليق باسمه ولقب "عالمي"، جعلني أتوقف عن الكتابة، آملاً أن يُشفى من جراحه قريبًا، وأن نراه في البطولة المقبلة وهو في مزاج "أفضل"، وفق آلية نظام ولوائح ليس لها أي "صلة" بالعشوائية والمزاجية، وأغنية مصرية "اركب الحنطور واتحنطر".