|


إبراهيم بكري
هيئة الرياضة تعاني "الزهايمر" أم "السكتزوفرينيا"!!
2017-07-28

أصدرت الهيئة العامة للرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم بيانًا إعلاميًّا أمس الأول الأربعاء، حول القواعد المنظمة للحد من ديون الأندية الرياضية، وتسجيل اللاعبين المحترفين خلال فترة التسجيل الأولى لأندية االدرجة الممتازة، المشاركة في الدوري السعودي للمحترفين، وأوضح البيان بالنص:

 

"إنه يجري العمل حاليًا على مراجعة القواعد المنظمة للحد من ديون أندية الدرجة الممتازة، بما يتوافق مع إجراءات ومتطلبات التخصيص ومبادئ الحوكمة في المرحلة المقبلة.

 

وبناءً عليه، فإن تسجيل اللاعبين المحترفين في الأندية المطبقة للاحتراف، سيكون في ضوء الأحكام المنصوص عليها في لائحة الاحتراف المعتمدة بالاتحاد السعودي لكرة القدم، والتعاميم الصادرة بناءً عليها دون النظر إلى القواعد التنظيمية الخاصة بمديونيات الأندية".

 

هذا البيان الصادر من الهيئة العامة للرياضة لا يليق وصفه إلا بــ "المقصلة"، بمثابة حكم الإعدام لقرار سابق لنفس الجهة "الهيئة العامة للرياضة" أصدر في فبراير 2017م، نصه: 

"أعلنت الهيئة العامة للرياضة القواعد المنظمة للحد من ديون الأندية، والإجراءات التي سيتم اتخاذها والخطوات العملية الخاصة بذلك؛ وصولًا لخفض مديونيات الأندية وإيقاف تزايد التزاماتها المادية.

 

وجاءت القواعد لتشمل ثمانية بنود تم خلالها التنسيق مع الاتحاد السعودي لكرة القدم استعدادًا للتطبيق الفعلي لأحكام هذه القواعد، اعتبارًا من فترة التسجيل الأولى "الصيفية" للموسم الرياضي 2017م لأندية الدرجة الممتازة المشاركة في دوري المحترفين السعودي، فيما سيتم تطبيق القواعد على أندية الدرجة الأولى اعتبارًا من الموسم الرياضي 2018م.

 

وتضمنت البنود التعريفات والنطاق "الزمني، الشخصي" لهذه القواعد وإدارة التراخيص والالتزام والمنع من التسجيل للديون قصيرة الأجل، وتقديم التقارير المالية والمنع من التسجيل لإجمالي الديون والالتزامات وجدولة الدين.

 

وستقوم رابطة دوري المحترفين السعودي بتفعيل دور ومهام إدارة التراخيص في الرابطة، بحيث يكون لها دور رقابي ومالي على ميزانيات أندية الدرجة الممتازة المشاركة في دوري المحترفين السعودي، وسيُمنع أي نادٍ من أصحاب المراكز الخمس الأولى من التسجيل في حال تجاوز ديونه 40 مليون ريال، و20 مليونًا للأندية أصحاب المراكز السادس وحتى العاشر، ومن الحادي عشر حتى الأخير 10 ملايين ريال.

 

وستُلزم أندية الدرجة الممتازة المشاركة في دوري المحترفين السعودي، بتقديم تقارير مالية في الأول من شهر يوليو المقبل، وفي حال التأخير فإنه سيتم فرض عقوبات مالية، تصل إلى المنع من التسجيل لفترة واحدة في حال استمرار التأخير، كما ستُمنع الأندية التي تعجز عن تخفيض ديونها بنسبة 20% في العام الأول، فيما ستُمنع الأندية من جدولة أي مديونيات يترتب عليها زيادة مبلغ الدين.

 

وكانت الأشهر الثلاثة الماضية قد شهدت عقد ورش عمل حول ديون الأندية والحوكمة ومعالجة التعثر المالي، تم خلالها استعراض تجارب عالمية عديدة، بالإضافة إلى وضع أفضل الخيارات المتاحة لمواجهة التزايد الملحوظ في مديونيات الأندية، وخلصت ورشة العمل إلى وضع القواعد المنظمة للحد من ديون الأندية، فيما سيتم الإعلان خلال الأسابيع المقبلة عن لائحة الحوكمة وإجراءات معالجة التعثر المالي.

 

وبدأت الهيئة العامة للرياضة منذ عام في تطويق أزمة الديون التي تواجهها الأندية، بوضع إجراءات عديدة بدأت بتحديد سنة مالية موحدة، ثم مكتب محاسبي موحد لإصدار التقارير المالية التي أعلنت من قبل الهيئة للمرة الأولى في يوليو الماضي، أعقبه قرار يقضي بمنع الأندية المتجاوزة للحد المسموح به من تسجيل لاعبيها".

 

لا يبقى إلا أن أقول:

 

لو عرضت قرارات الهيئة العامة للرياضة المتناقضة بشأن الحد من ديون الأندية على طبيب نفسي مختص؛ ليشخص الوضع الصحي للرياضة السعودية، فسيقول لك دون تردد إنها مصابة بمرض "السكتزوفرينيا"، محزن ما وصلت له الرياضة السعودية وهي تعاني الفصام في القرارات، ليس هذا فقط، بل "زهايمر" مقلق ما تقرره الهيئة العامة للرياضة بالأمس لا تتذكره اليوم، حالة من الفوضى كفيلة بأن تصاب الرياضة السعودية بشلل كامل في مفاصل التطوير. 

 

لا يمكن أن تتطور الرياضة السعودية وهي تدار بهذه الطريقة، كل مسؤول يهدم بناء من سبقه بدلًا من إكمال الخطط والبرامج السابقة، التي تحتاج إلى عمر زمني لنضوجها وقطف ثمارها. 

 

يفترض أن يكون العمل في أي منظومة رياضية "عملاً مؤسسيًّا"، لا يتأثر برحيل المسؤول الأول، ليس هناك مسؤول في الأرض يخلد في منصبه.

 

في علم الإدارة هناك نظريتان، أولاهما "المنشأة الرائدة"، التي تعتمد على رسم سياسة مستقبلية لا تتأثر بمغادرة القائد، ومن يشغل منصبه يواصل المسيرة بنفس السياسة.

 

وثانيهما "القائد الفذ"، هو المسؤول الذي يخطط بوجوده على الكرسي ويصاب العمل بالشلل عندما يغيب أو يرحل.

 

قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:

 

هل الهيئة العامة للرياضة تدار بأسلوب "المنشأة الرائدة" أم "القائد الفذ"؟!.

 

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك..