|


د. حافظ المدلج
أزمة ثقة
2017-07-29

المتابع لحال الرياضة السعودية، سيلاحظ أن كل إدارة جديدة تبدأ عملها من جديد، مع الحرص على إلغاء آثار العمل السابق والقائمين عليه؛ لأن الانطباع العام أن العمل السابق كان خاطئاً، وأن القائمين عليه ليسوا مؤهلين لمواصلة العمل، ويمكن تلخيص ذلك بأنها "أزمة ثقة".

تبدأ الأزمة بتركيزنا الدائم على سلبيات فريق العمل في أي منظمة رياضية ـ ويشمل ذلك الاتحادات واللجان والأندية وغيرها ـ، وننسى الإشارة إلى الإيجابيات فنرسم صورة قاتمة عن العمل، تتراكم السوداوية فيها فنصل للرغبة في تغيير كل شيء، فيأتي فريق جديد وينسف كل ما قدمه الفريق السابق ويحاول التخلص من مسبباته، فتبدأ رحلة البناء من الصفر؛ لأن القناعة العامة أن الفريق السابق لم يقدم أي عمل إيجابي؛ ولذلك سنبدأ من جديد بسبب "أزمة ثقة".

أتذكر جيداً أن إحدى لجان الحكام السابقة حين غادرت العمل أخذت معها قاعدة البيانات التي تحوي كافة المعلومات عن سنوات العمل التي أشرفت فيها على الحكام، وكأنها تقول نحن لا نثق في الفريق القادم، ولا نريد مدّ يد العون لهم لأنهم لا يثقون بنا ولا يريدون استمرار العمل الذي بدأناه، كما أتذكر مسؤولاً إدارياً قديماً أحتفظ لنفسه ـ في بيته ـ بكامل السجلات القديمة التي تحوي معلومات قيّمة عن معسكرات المنتخبات السعودية ومبارياتها؛ لأنه ببساطة لا يثق في الجيل القادم لإدارة العمل، ولا يرغب في مساعدتهم، وهو شعور متبادل ينتج عن "أزمة ثقة".

يخطئ القائد الإداري الجديد حين يبدأ عمله بالتشكيك بكل من عمل تحت إدارة القائد القديم بحجة الولاء للإدارة قبل الولاء للعمل، وهو بذلك يغرس الشعور نفسه في نفوس العاملين معه، بحيث يشاركونه التشكيك في كل عمل سابق ويثيرون الأسئلة التي تعزز تلك الشكوك؛ فتستمر عملية نسف المنجز المتحقق والبدء من جديد في رحلة بحث تدور برياضتنا في حلقة مفرغة، وستجدون في كل إدارة جديدة أمثلة تصرخ بالتشكيك في عمل الإدارات السابقة، وتنسف كل منجز تحقق في السابق، وتبدأ العمل من جديد فتتأخر الرياضة السعودية بسبب "أزمة ثقة".

تغريدة tweet:

في اتحاد كرة القدم الحالي أسعدني استمرار بعض الأسماء المميزة من خلال قائمة الرئيس، وكذلك بقاء آخرين من خلال الانتخابات، ولكنني تمنيت الاستعانة بأسماء أخرى يشهد لها الجميع بالتميز في الاتحاد السابق، وأعلنت رأيي الرافض لبداية العمل بتراشق الاتهامات بين الاتحادين الحالي والسابق، والآن بعد هدوء العاصفة أتمنى أن يتعاون الجميع لعلاج "أزمة الثقة" التي ستعيق تقدمنا، وثقتي كبيرة في رئيس هيئة الرياضة، وعلى منصات الثقة نلتقي،،