|


سعيد غبريس
لئلا يخمد الزلزال
2017-08-04

قطع ناصر الشمراني نصف المسافة من الطريق الّتي توصل إلى "نادي النجوم أعداء أنفسهم"، بل إنه أصبح في نقطة تصعب العودة منها إلى التألق من جديد محليًّا وآسيويًّا، فأين "الزلزال" اليوم من ذلك النجم الّذي حقق لقب هداف الدوري السعودي، الدوري الأقوى عربيًّا، خمس مرات خلال سبع سنوات، عطلته خلالها الإصابة بالرباط الصليبي عن تحقيق اللقب السّادس الذي يعادله مع أسطورة الأهداف ماجد عبد الله، وهاهو سلوكه في الخروج عن النص، يكاد يقضي على ما تبقى فيه من مزايا المهاجم الهداف، ويجعله ضائعًا هائمًا بلا نادٍ وبلا منتخب ربما..


وأين اليوم هذا اللاعب الّذي تلمّس أفق الظاهرة، من إنجازيه الآسيوييَن كأفضل لاعب في القارة، وكاسر الأرقام القياسية التهديفية في تاريخها، وأين هذا اللاعب الذي حمل نادي الشباب لسنوات، والذي خطفه الهلال وخطب وده العين الإماراتي ولو بالإعارة؟؟


هو الآن في الهلال مرفوض من الأرجنتيني دياز، كما كان منبوذًا في الشباب من البلجيكي برودوم، ولا يحظى بأي اهتمام في النادي الأزرق، فيُحوَّل إلى التمارين الانفرادية ويخسر 40% من راتبه لتمنعه عن التمارين، ولا يجد أي تجاوب لتسهيل انتقاله والعودة مجددًا للشباب..


وهو الآن مهدد جديًّا بالإقصاء عن المنتخب؛ كونه عاطلاً عن العمل ومتمنعًا عن التمارين، والاستحقاق المونديالي على الأبواب، والموسم المحلي قاب قوسين أو أدنى، وأصبح الطموح الأكبر لناصر الشمراني أن يلتحق بالشباب ليرعاه سامي الجابر ويُعيده إلى حالة التألق التي وفرها له في الهلال!!


لقد مشى ناصر الشمراني على خطى ياسر القحطاني في النجاح والتألق مع نادي العين، لدرجة أن زلاتكو مدرب النادي الإماراتي قال عنه إنه أحد أفضل المهاجمين في القارة، فيما الهولندي مارفيك مدرب المنتخب السعودي يعطيه الأولوية، رغم وصفه إياه بأنه عاطل عن العمل، ولكن الهولندي بدأ المفاضلة بين "الزلزال" ناصر الشمراني وبين "المخ" مختار فلاتة، خاصة أن الزلزال في فترة الخمود لا التفجر..


إن ناصر الشمراني الذي تستعين به الفرق الكبيرة لتعزيز القوة الهجومية وحلّ مشكلة اللمسة الأخيرة، يحتاج أكثر ما يحتاج الآن إلى اللمسة الأولى التي تعيده إلى الملعب، وبالتالي تُعيد له الحس التهديفي رأسماله الأكبر في جملة المواهب والمؤهلات التي يتمتع بها..


والحق يُقال، إن الحس الوطني هو ما يجب أن يحضر الآن، والمعني الأوّل به ناصر الشمراني، والثاني نادي الهلال وتحديدًا الأمير نواف بن سعد، ولا أعلم إذا كانت لدى الهولندي مارفيك الأريحية أو الجرأة الأدبية أو المصلحة الذاتية، كي يسعى للخير بطريقة أو بأخرى.. ولا أعلم أيضًا إذا كان لاتحاد الكرة دور أو مسعى للتوفيق!