|


عدنان جستنية
نقول "شاعرنا ولا الصحفي"؟
2017-08-04

أثناء استقبال أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان لضيوف بطولة تبوك الدولية، المقامة حاليًا فعالياتها الكروية بمدينة تبوك، وتشرفي بالسلام عليه ـ حفظه الله ـ حب مداعبتي بقوله: "ها ويش تبغانا نقولك هلا بشاعرنا ولا بالصحفي"؟ فرددت عليه مباشرة بالثانية، من منطلق أن الصحافة هي التي أنتمي إليها، وحظيت بشرف الانتساب إليها، أما الشعر فله ناسه من المبدعين، على أن لقب الشاعر الذي بدأ يطاردني فأنا لا أستحقه، وما أكتبه في ساحة الكلمة من خواطر ما هي إلا مادة صحفية أقدمها في قالب "نقدي" مختلف تمامًا عن كتابة الشعر أو حتى المقال الصحفي. 

 


- أحسب أن الأمير فهد بن سلطان أراد من خلال هذه المداعبة الجميلة إبلاغي بمتابعته لخواطري، وهذا "شرف كبير" لي، التي وجدت منذ إطلاقها صدى كبيراً وجدلاً إعلاميًّا واسعًا، وتحديدًا الخاطرتين الأخيرتين منها، والموجهتين ضد حكومة قطر: "تعقلوا ولا ما تعقلوا،، حاصروه ولا ما حاصروه".. وبحكم أن هناك عددًا كبيرًا من الضيوف خلفي ينتظرون دورهم بالسلام عليه، لم يتسن لي معرفة رأيه الشخصي إن كان هو مع فئة المعجبين المؤيدين لاستمرار طرح هذه الخواطر، أم أنه مع المعارضين بشدة والمطالبين بإيقافها؟ ربما يجمعني القدر بلقاء آخر مع هذه القامة الكبيرة المحبة للرياضيين والصحافيين، ضمن البرنامج اليومي المعد من اللجنة المنظمة لهذه البطولة لأعرف منه الإجابة.

 

 

هذه الروح الجميلة و"البشاشة" التي كانت تغطي ملاح وجه الأمير الباسم، أعادت إلى ذاكرتي صورة والده الراحل الأمير سلطان بن عبد العزيزـ رحمه الله ـ وشرف لقاءين جمعاني به، الأول قبل 30 عامًا تقريبًا، حينما قام آنذاك بتدشين افتتاح فندق شيرتون الهدى بالطائف، حينما كنت مراسلاً صحفياً لجريدة البلاد، والمرة الثانية بعدما حقق نادي الاتحاد بطولة كأس آسيا في عهد منصور البلوي عام 2005، وكنت من ضمن الإداريين والجهاز الفني واللاعبين الذين تشرفوا بالسلام عليه، ولَم ولن أنسى تلك "الابتسامة" الساحرة التي عادت في لحظات لذاكرتي، وأنا في حضرة أحد أبنائه البررة الأوفياء.

 


من بين الملاحظات الجميلة التي سجلتها ورصدتها حاستي الصحفية في هذا اللقاء، "وأنا أسترق السمع" حول مدى حرص الأمير "الوفي" بأن يلقى مدرب منتخبنا الوطني خليل الزياني ولاعبيه القدامى الذين شاركهم في يوم من الأيام أول إنجاز كبير في مسيرة الكرة السعودية، حقهم من التكريم المعنوي من خلال وجودهم في مقدمة الصفوف الأمامية، وتلك لفتة لفتت انتباهي وأنا أرى مستشار الأمير للشؤون الإعلامية علي القحطاني يجهز لصالح خليفة ويوسف خميس ومحمد عبدالجواد "كراسي" تنقلهم من أماكنهم في الصف الثاني إلى الصف الأول، كنوع من التقدير لسنهم ومكانتهم، وهذا الحرص يدل على أن له دلالات كبيرة عند الأمير فهد بن سلطان. 

 


- وبعد وجبة الغداء التي كانت على شرفه وتوديعه للضيوف، وأثناء خروجه من القاعة، وقبل أن يصعد سيارته لمح لاعب نادي الاتحاد والمنتخب السعودي فهد المولد؛ فتوقف وتحدث إليه، موجهًا له نصائح قيمة، طالباً منه أن يهتم كثيراً بصحته ومستقبله الكروي، على اعتبار أنه ركيزة مهمة من ركائز منتخبنا الوطني، خاصة في المرحلة المقبلة، وكان رد اللاعب في حينه: "ابشر يا طويل العمر".

 


- في نهاية هذه الكلمة التي هي عبارة عن "انطباعات" صحفي تشرف بحضور هذه المناسبة الرياضية، لا بد لي بكل فخر واعتزاز أن أسجل في هذا الهمس إعجابي الشديد باللجنة المنظمة للبطولة، رئيساً وأعضاء لما قاموا به من جهد وعمل متميز في خدمة ضيوفها، وأخص بالذكر ناصر الخريص الوكيل المساعد لشؤون التنمية بمكتب الأمير ومستشار الأمير للشؤون الإعلامية علي القحطاني، والزميل العزيز غانم القحطاني والأخ علي الرماح وأعضاء آخرين لا تحضرني أسماؤهم.