|


عوض الرقعان
جمهور الأهلي
2017-08-05

كان قد لفت نظري جمهور النادي الأهلي المصري، بعد خسارة نادي القرن الحقيقي وليس بالمجاملات.. والتسحيبات.. وذلك خلال لقاءات تلفزيونية تمت عشوائية مع جماهير الأهلي كبارًا وصغارًا.. في الملاعب والمقاهي والأحياء السكنية، بعد خروج الفريق الأحمر من نادي الفيصلي الأردني في مباراة دور الأربعة من البطولة العربية، التي سكبت علينا هذا الصيف نوعًا من الماء البارد.. وبالتالي تحركت حواسنا المعطلة بسبب غياب المسابقات الكروية خلال هذه الفترة، ونعمنا بالمتابعة والمشاهدة لهذه البطولة.. بقيادة رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم الأمير الخلوق تركي بن خالد.. ولقد نظرت إلى كمية الوعي الكبير لدى الجماهير المصرية وكذلك ردة الفعل بعد أن تلقى هذا النادي العريق هزيمتين من الفيصلي: الأولى في دوري المجموعات والثانية في دور الأربعة من هذه البطولة، وهو النادي الكبير الذي كان آخر مخرجاته محمد أبو تريكة، مرورًا بأبناء سليم.. والخطيب.. ومصطفى عبده ومصطفى يونس.. ووزير الدفاع حسن حمدي وغيرهم إلخ.. الكواكب المضيئة في سماء هذا النادي الأسطوري.. فلم يحتقر هؤلاء المشجعون ناديهم أو يتهموا الإدارة بالفشل الذريع.. والخنيع.. ويطالبوهم بالرحيل الفوري.. إلخ الكلمات التي لا تمس العمل الرياضي بصلة، وإنما حملوا اللاعبين المسؤولية كاملة في الاستهتار بالفريق الأردني.. وكذلك اتهموا المدرب بتعطيل عماد متعب وحسام غالي.. المقابل بالله عليكم طالعوا ماذا كان يكتب بعض مشجعي ناديي النصر والأهلي السعودي في الأيام القليلة الماضية في ساحة تويتر.. فمحبو النصر نظروا للبطولة العربية نظرة بطولية وقارنوها بالدوري وهات يا... شتم في الإدارة والمدرب واللاعبين، ولم يسلم منهم حتى مخرج المباريات.. بينما بعض أحبابنا في الأهلي.. بعد أن تأخر ناديهم في عملية التعاقدات ليكتمل عدد اللاعبين الأجانب بسبب ظروف التعاقد التي بات الكل يعلمها ويعلم أسبابها.. فوصفوا إدارة الأهلي بالفشل من المسؤول الأول إلى ابن العم عمران.. مسؤول الملابس الرياضية.. وذهبوا إلى أن اختيارات الأهلي في الأجانب طوال تاريخه سيئة، وكان اللاعبون عمر السومة وعبد الشافي وفيتفا اختارهم حسب الله وفرقته.. فهل هذا يعقل؟ وهل هذا منطقي؟ وهل هذا جمهور يعشق ناديه أو حتى لعبة كرة القدم.. ويدعم ناديه في السراء والضراء؟ والله لقد نال إعجابي أحد الجماهير المصرية حينما يقول: الكورة بقدر ابتسامتها لك ممكن تكشر في وجهك وتضحك مع الفريق الآخر، وهذا قمة الاعتراف بأن عالم الكرة مليء بالمفاجآت المفرحة والمحزنة أيضًا.