|


سعد المهدي
نيمار حلقة جديدة قديمة من الفساد
2017-08-08

في صحيفة الشروق المصرية التقط الكاتب والمحلل السياسي عماد الدين حسين بعضاً مما ورد في كبريات الصحف الأوروبية فيما يخص صفقة انتقال البرازيلي نيمار دي سيلفا إلى النادي الفرنسي (القطري الملكية) باريس سان جيرمان قادماً من برشلونة الإسباني واعتبرته هذه الصحف محاولة لزعزعة النظام الرياضي في أوروبا، ورأى الكاتب أنه يشبه المحاولات القطرية ذاتها لزعزعة النظام الإقليمي العربي.

 

خلص عماد الدين حسين وهو رئيس تحرير الشروق إلى أن ما فعلته قطر غير جديد  ويفعله غيرها في منطق اللا معقول، والفارق الوحيد أن قطر صارت تُمارس الأمر بفجاجة منقطعة النظير. والحقيقة أن ما ذهب إليه الكاتب عين الصواب لولا أنني أرى أيضاً أن الصفقة هي عمل سياسي بامتياز ولا علاقة له بالرياضة أو النتائج المرجوة من جلب لاعب بمثل القيمة التي كلفت النادي أكثر من نصف مليار يورو لسنوات العقد الخمس (في تقدير مجلة 11 فرويندة) الأمر استعراض عضلات  ومكايدة وتشتيت انتباه عن أزمتها.

 

سأنقل ما ورد في بعض الصحف وجاء في ثنايا المقال المهم (نيمار وزعزعة النظام الكروي العالمي) فقد ذكر الكاتب المتخصص في عالم الرياضة (ريتشارد كونواي) أن مؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية التي تملك نادي باريس سان جيرمان تسعى لزعزعة النظام القديم في كرة القدم في قارة أوروبا ويدلل على ذلك بأن النادي الإسباني برشلونه حاول تصعيب الصفقة وجعلها مستحيلة حينما اشترط على اللاعب إذا أراد المغادرة أن يسدد كامل الشرط الجزائي وهو 222 مليون يورو فماذا يا ترى فعلت قطر من مراوغة وتحايل؟.

 

يستطرد: المفاجأة أن النادي الفرنسي وافق بالفعل رغم أنه نظرياً لا يملك المبلغ وحينها ذهب محامي نيمار لتسديد الشرط الجزائي لخزينة الاتحاد الإسباني الذي رفض على اعتبار أن على نيمار السداد من أمواله الخاصة وليس من أموال النادي الفرنسي وهنا يعلق ريتشارد بالقول (القطريون خبراء في هذا المجال) ولذلك اتفقوا مع نيمار أن يعينوه سفيراً للترويج لمونديال الدوحة 2022 مقابل 300 مليون يورو من أجل أن يسدد منها 222 مليوناً هي قيمة الشرط الجزائي وبقية المبلغ 76 مليون يحتفظ بها لنفسه!.

 

وعلى أن الجميع اتفق على أن الصفقة تخالف قواعد اللعب النظيف مهما أجاد القطريون التخريجات واعتبروا أيضاً أن ذلك يدخل في إطار السيادة ورفض للوصاية وأن مثل هذه التعليقات الرافضة لهذه الممارسات غير السوية ربما أيضاً سموها حصاراً إلا أن الذي لا بد من الإشارة إليه هو أن هذه الممارسات وعلى أشكال مختلفة ومتنوعة كانت تلقى فيما مضى للأسف دعماً ويتم الدفاع عنها بحجج تخفي خلفها تربيطات ومصالح لا يزال البعض من أبطالها يخشون تكشفها. باختصار فإن قضية نيمار حلقة جديدة من فساد قديم متجدد... للموضوع عودة.