قبل الدخول في أعماق موضوع المقال، لا بد من تقديم جزيل الشكر للأمير تركي بن خالد رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، الذي اجتهد من أجل إعادة البطولات العربية إلى الوجود..
ـ لا يلام المرء بعد اجتهاده.. هذا ما ينطبق على الأمير تركي الذي تعب كثيرًا من أجل إقامة البطولة العربية للأندية..
ـ قلت في يوم الافتتاح إن العرب ـ في كل المجالات ـ اتفقوا على ألا يتفقوا، بل إنهم أسوأ بكثير في مجال الرياضة..
ـ هذا ما حدث في النهائي، بل حتى خلال الدورة، حيث كانت أصوات الاحتجاج على التحكيم تتعالى، حتى حدث ما حدث في المباراة النهائية..
ـ مهما حدث من أخطاء تحكيمية.. ومهما جانب التوفيق لجنة الحكام في اختيار الحكم المصري إبراهيم نور الدين لقيادة المباراة النهائية، فإن ما حدث من إداريي ولاعبي وجماهير الفيصلي الأردني كان سلوكًا مشينًا وغير مبرر..
ـ لجنة الحكام لم توفق في اختيار الحكم المصري إبراهيم نور الدين لسببين: أولهما أنه مصري، وثانيهما ـ كما يقال ـ أنه أهلاوي الميول..
ـ كلنا نعلم أن الفيصلي هزم الأهلي المصري في البطولة مرتين، وبالتالي كان تعيين إبراهيم نور الدين قرارًا غير موفق؛ لأن الأردنيين اعتبروه استفزازًا لهم..
ـ لا أتحدث عن كفاءة الحكم إبراهيم نور الدين، وحتى إدارته للمباراة، إنما اختياره "أساسًا" لقيادة المباراة كان قرارًا جانبه الصواب.. أما هدف الفوز للترجي التونسي فكان من تسلل واضح يتحمله مساعد الحكم "المصري" أيمن دجيش..
ـ انتهت المباراة بكل أحداثها السلبية التي تسبب فيها خطأ تحكيمي، لكنه لا يمكن أن يكون مبررًا لكل تلك الأحداث المشينة والمسيئة لبطولة تحمل اسم "بطولة عربية"، مثلما أن الأحداث لا تحرم الترجي من أحقيته بتحقيق اللقب..
ـ ومثلما شكرت الأمير تركي بن خالد في مطلع المقال، فإنني أعود لأجدد الشكر، بل أضاعفه لأن الاتحاد العربي لكرة القدم ـ وفقًا لخالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة المصري ـ قد تكفل بتحمل تكاليف كل الأضرار التي نتجت عن أحداث المباراة النهائية..
ـ تحمل الاتحاد العربي للتكاليف هو "سلاح ذو حدين".. الجانب الإيجابي فيه هو إذابة التوتر والعمل على إصلاح الأمور بين الطرفين "المصري والأردني"؛ خشية تفاقمها بسبب بطولة كروية نظمها الاتحاد العربي..
ـ أما الجانب السلبي؛ فيتمثل في أنه قد لا يردع مستقبلاً من يفكر بالخروج عن الروح الرياضية، بل ربما هذا القرار يشجع على سوء السلوك الرياضي، طالما هناك من سيتحمل تكاليف الإصلاح!!..
ـ تحمل التكاليف خطوة إيجابية يستحق الاتحاد العربي الشكر عليها، لكن هذا لا يجب أن يقف دون عقاب شديد للغاية، بحق كل من خرج عن الروح الرياضية وأساء إلى المشهد النهائي، بل أساء إلى البطولة العربية، بل للتضامن العربي أمام غير العرب..
ـ أعلم أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "FIFA"، لا يعتمد هذه البطولة بشكل رسمي، وبالتالي لا يمكن إصدار عقوبات بحق اللاعبين، لكنني متأكد أن "FIFA" لا يسمح بتلك المشاهد، وسيعتمد أي عقوبات تصدر بحق الخارجين عن الروح الرياضية المسيئين للمشهد، بل لمفهوم كرة القدم وهو التنافس الشريف..
ـ ننتظر بكل الأمل النسخة المقبلة من البطولة العربية، لكن أيضاً علينا أن نكون مستعدين ومهيئين لكل الاحتمالات، طالما التنافس "عربي" فالدم العربي "حار" للغاية، ويزداد حرارة عندما يتعلق الأمر بتنافس في كرة القدم..
ـ لست متشائمًا.. إنما هذه حقيقتنا.. عودوا للمؤتمرات وللبطولات العربية لتعلموا كيف "نتحاور" وكيف "نتنافس"!!