|


مساعد العبدلي
ليس من مصلحة أنديتنا
2017-08-10

ـ تنطلق اليوم نسخة جديدة من دوري المحترفين وما زالت "معظم" أندية الدوري لم تسجل محترفيها الجدد، إما بسبب القضايا المالية أو بسبب رفع عدد المحترفين الأجانب إلى 6 لاعبين؛ وهو ما دفع بالأندية لإعادة الكثير من حساباتها..

 

ـ تحدثت كثيرًا في مقالات سابقة عن إيجابيات وسلبيات قرار اتحاد كرة القدم، المتعلق بمشاركة 6 محترفين أجانب مع أندية الدوري السعودي للمحترفين..

 

ـ أبرز إيجابيات القرار أنه سيمنع المحترفين المحليين "وأنديتهم" من المبالغة في قيمة تجديد العقود أو الانتقال، لكن القرار أيضًا قد يسبب الكثير من المشاكل "الخارجية" لأنديتنا على صعيد الالتزام المالي!!

ـ القرار تم اتخاذه وانتهت الأمور وعلينا مراقبة مخرجاته خلال الفترة المقبلة، ومدى إيجابيته أو عكس ذلك..

 

ـ لكن أن يندفع اتحاد الكرة للمطالبة بالسماح بمشاركة 6 محترفين في منافسات دوري أبطال آسيا ـ كما يثار إعلاميًّا ـ فهو قرار لا أراه يصب في مصلحة الأندية السعودية، إذا كنا نتحدث بصراحة ووضوح..

 

ـ ربما أن اتحاد الكرة يبحث عن أي وسيلة تحقق فيها الأندية السعودية اللقب الآسيوي، وتشارك في مونديال الأندية، وهذا أمر جيد، لكن لا أعتقد أن مشاركة المحترفين الأجانب الستة هو الحل لتحقيق هذا الهدف!!

ـ علينا أن نعترف أولاً أن هناك انخفاضًا كبيرًا في مستوى الكرة السعودية، وأن هناك فارقًا "أيضًا" كبيرًا بين مستوى أنديتنا ومستوى فرق شرق القارة..

 

ـ العمل الاحترافي في "الشرق" يتفوق بشكل كبير على ما يحدث لدينا، سواء على تنظيم الدوري أو تعدد الرعاة، أو ـ وهو الأهم ـ تخصيص الأندية، وتحويل كرة القدم إلى تجارة واستثمار..

 

ـ اليوم "بأربعة محترفين تتفوق علينا أندية الشرق، وكذلك بعض أندية الإمارات"، نتيجة ـ كما قلت ـ لتحول الكرة في الشرق إلى صناعة وتجارة واستثمار..

 

ـ بينما في الإمارات دعم حكومي كبير جدًّا..

 

ـ في حين تعاني أنديتنا من غياب الدعم الشرفي الكبير والمتواصل، باستثناء وضع الهلال والأهلي، لكنه ليس دعمًا مضمون الاستمرار، بل يخضع لظروف أعضاء الشرف، وربما "لرضاهم" على الإدارة من عدمه!!..

 

ـ أي أنه دعم غير محدد المبالغ ولا التوقيت، وهذا يحرج الأندية كثيرًا..

 

ـ بالتالي لو وافق الاتحاد الآسيوي على المقترح السعودي برفع عدد المحترفين الأجانب إلى 6 لاعبين، فإن هذا القرار سيصب أيضًا في مصلحة أندية الشرق والإمارات، متى واصلت أنديتنا وضعها الحالي، وكذلك نظام الاحتراف وتنظيم المسابقات، وأخيرًا عدم وضوح صورة تخصيص الأندية!!..

 

ـ في الوضع الحالي ستكون أندية الشرق والإمارات أكثر قدرة على جلب محترفين أجانب متميزين؛ لـ"وفرة السيولة المالية" مما تستطيع أنديتنا جلبه، وهنا يستمر الفارق الفني، بل ربما يزيد..

 

ـ علينا أولاً أن نرتب أوضاعنا "الكروية" بشكل جيد، من خلال دوري قوي واحتراف منظم وتخصيص حقيقي للأندية يضمن الانتقال من الدعم "المحدود" إلى سيولة مالية كبيرة تتحقق عبر مستثمرين ينظرون لكرة القدم بمنظار التجارة والاستثمار..

 

ـ متى قمنا بذلك ونجحنا في تقوية أنديتنا، حينها نطالب بستة محترفين أجانب؛ لأننا سنكون "ماليًّا" في موقف يجعلنا أكثر قدرة على منافسة أندية الشرق والإمارات..