|


فهد الروقي
أزمة زرقاء مفتعلة
2017-08-14

مصطلح العقدة في الرياضة صعب تأكيده أو نفيه، وكما قيل في الأمثال (كل عقدة ولها حلاّل)، لكن هذا الحلّال يغيب عن الهلال وتغيب حلوله عندما يتعلق الأمر بدوري أبطال آسيا على الرغم من أن الفريق زعيمها وأكثر الفرق تحقيقاً لها وذلك لسبب بسيط (أنهم كانوا يتعاملون معها على أنها بطولة ضمن أجندة الموسم إن تحققت لم يتوقفوا وأكملوا المسير وإن لم تتحقق أكملوا المسير أيضا) دون أن يكون لهذه أو تلك تأثيرات عميقة ترفع الثقة إلى مستوى التفريط والغرور أو تحجبها إفراطاً ولا تمارس لا قبلها ولا بعدها أي نوع من الضغوطات السلبية. 

 

حاليا الفريق بكل من ينتمي له رسمياً أو غير رسمي وضعوا أنفسهم في (أزمة) غير مبررة على الرغم من أن الوضع طبيعي لدرجة كبيرة ويحدث في كل منتخبات وفرق العالم حينما يطالب الجمهور والإعلام بلاعب ترفض القناعات التدريبية تواجده سواء بشكل مؤقت كما في قضية (الحبسي) أو بشكل دائم كما حدث مع الأسطورة البرازيلية (روماريو) بعد أن رفض مدرب منتخبهم (فيليب لويس سكولاري) انضمامه قبل المونديال (الآسيوي) واحتشدت الجماهير بالآلاف في المطار وتدخل رئيس الدولة وغادرت البعثة دونه فتوقف الجميع عن تصعيد الأزمة وعاد أبناء السامبا باللقب الأغلى عالمياً.

 

في الهلال اختلف الوضع قليلا باعتبار أن مثل هذه الأزمات لم تكن طارئة بل أصبحت متلازمة قبل المعترك الأخير في البطولة القارية ولم يتخلص الفريق منها سوى عام 2014 فوصل الفريق للنهائي وخسر اللقب بصافرة أمعنت في الظلم. 

 

أزمة الهلال الحالية بسيطة في تفاصيلها فهناك جماهير وإعلام يطالب بالحارس العملاق الحبسي ضمن القائمة الآسيوية بحجة حاجة الفريق له وأنه خسر ألقاباً لقبول أهداف سهلة في نسخ سابقة ولأن بديله لا يحظى بالثقة وقد نزعت منه قبل حتى أن يوقع للفريق. 

 

في حين يرى المدرب الخبير أن حاجة الفريق الماسة تكمن في لاعب أمامي (مشاكس) وهو في المقابل يثق في قدرات الحارس (عبد الله المعيوف)، وللمعلومة الأخير أنقذ الهلال من تعثر في بداية مشوار الدوري بعد تصديه لضربة جزاء في الرمق الأخير لكنها لم تشفع له عند منتقديه والمدرب حمّل نفسه المسؤولية الكاملة وأبلغ الإدارة حينما رغبت في مناقشته في القرار بأنه صاحب الصلاحية، ويدرك جيدا حاجات الفريق ويعرف مواطن قوته وضعفه. 

 

هذه الأزمة باختصار ورغم بساطتها إلا أنها أخذت منحنيات عسرة وخطيرة عند البعض، إما بجهل أو غلبة عاطفة أو بخبث طابور لا يريد للهلال النجاح فهو كفيل بتحطيم (أصنام مجد) بنوها من طين لازب.

 

الهاء الرابعة 

‏يطول الغياب ويستبيح الضلوع العـوج

‏.          وأناخابر ن جرحي وداري وش علاجه

‏‏عليك الله أكبر من غيابك وش المنتـوج

‏.             سـوا ونـة ن منهـا المعاليـق لجاجــه