بمجرد أن ينتقل محترف سعودي من ناد لآخر نظير مبلغ مالي كبير ينتقده الكثيرون.. هناك من يخرج ليقول لماذا الانتقاد!! شاهدوا كم تدفع الأندية الأوروبية نظير جلب لاعبيها..

ـ صحيح أن أنديتنا تدفع مبالغ قليلة "لا تتجاوز 10 ملايين دولار"، مقابل انتقال محترف لصفوفها، وهو مبلغ لا يقارن بما تدفعه أندية أوروبا من أجل انتقال محترف واحد، ولعل صفقة انتقال نيمار من برشلونة إلى PSG خير مثال..

ـ من يقارن بين صفقات أنديتنا ومحترفينا وصفقات الأندية الأوروبية، ينظر فقط من خلال المبلغ الذي "دفعه"، النادي مقابل انتقال اللاعب ولا ينظر كيف "يستثمر" النادي "من اشترى عقد اللاعب" انتقال اللاعب إلى صفوفه..

ـ ولا كيف استثمر النادي ـ الذي باع عقد اللاعب ـ قيمة بيعه..

ـ النادي الذي اشترى عقد اللاعب يقوم بدراسة جدوى اقتصادية قبل قرار الشراء، يتضمن مردود بيع القمصان والحضور الجماهيري والإعلانات التجارية والنقل التلفزيوني والمباريات الودية والزيارات لشرق آسيا وغيرها، وأخيرًا تحقيق البطولات.. من خلال هذه الجدوى يحدد النادي قيمة المبلغ الذي سيدفعه طالما أنه يتأمل تحقيق الأرباح وليس "فقط" تغطية التكاليف..

ـ أما النادي الذي باع عقد اللاعب بمبلغ كبير؛ فيبدأ التفكير في كيفية "توظيف" قيمة بيعه من خلال شراء لاعب أو أكثر لسد فراغ رحيله، أو حتى الاستثمار في عدد من اللاعبين..

ـ انتقال اللاعب في أوروبا "أول" أهدافه الاستثمار وجلب الأموال، و"آخر" أهدافه تحقيق البطولات.. لا أقصد أن تحقيق البطولات ليس هدفًا، أو ليس مهمًّا، إنما ليس هو الأولوية للأندية الأوروبية التجارية..

ـ أما انتقال اللاعب السعودي بن الأندية السعودية فهو "باختصار" هدر للأموال!!

ـ لا الأندية التي تشتري العقود تستفيد من شراء عقود اللاعبين، ولا الأندية التي باعت هي أيضًا استفادت من بيع عقودهم!!

ـ سأضرب مثالاً بثلاثة لاعبين: "ياسر القحطاني ومحمد السهلاوي ويحيى الشهري"..

ـ الهلال والنصر حققا العديد من البطولات منذ انضم هذا الثلاثي لصفوف الفريقين.. لكن هل استفاد الناديان "ماليًّا" من صفقات التعاقد معهم!! الجواب بالتأكيد لا إذا كنا نتحدث عن الجانب الاستثماري..

ـ تعاقد النصر والهلال مع هذا الثلاثي ولم يحققا من وراء هذا التعاقد أي أرباح مالية، بل استمر النصراويون والهلاليون يدفعون الملايين للمزيد من إبرام الصفقات!!.

ـ أي أن الأموال تخرج من خزائن الأندية السعودية "النصر والهلال وغيرهما"، باتجاه واحد هو الإنفاق على شراء عقود اللاعبين دون أي استثمار حقيقي لهؤلاء النجوم!!.

ـ على الجانب الآخر، هل استفاد نادي القادسية أو الاتفاق من بيع عقود هذا الثلاثي؟.

ـ بالتأكيد لا، فقد أهدرت أموال بيع عقودهم!!.

ـ عودوا للأيام القليلة الماضية التي سبقت قيد المحترفين الأجانب، وستعلمون كم من الملايين دفعتها الأندية رواتب متأخرة ومستحقات في غرفة فض المنازعات!!.

ـ هذه الملايين من حسابات رؤساء الأندية أو أعضاء الشرف، وليست نتاج استثمار في عقود لاعبين محترفين!!.

ـ طالما ظلت أنديتنا تفتقد الإدارة المتميزة القادرة على استثمار عقود المحترفين، فإن أنديتنا ستظل "تهدر" الأموال وستبقى (مديونة)، ولا يمكن أن تكون "دائنة"، أو تحقق الأرباح!!.

ـ ابحث عن الإدارة الناجحة تجد الأموال الوفيرة في خزينة ناديك..

ـ في مقالة الأربعاء الماضي تحدثت عن المطلوب من رؤساء الأندية.. واليوم أتحدث عن ضرورة استثمار بيع وشراء عقود اللاعبين المحترفين من خلال الإدارة الناجحة!!.

ـ أركز على الإدارة؛ لأنها أساس نجاح أو فشل أي عمل في كل المجالات..