|


هيا الغامدي
ألا ليت الشباب يعود.. مع "كارينيو"!
2017-09-25

 

 

 

كلما أمعنت النظر بحال الشباب، كلما لاحت بذهني أبيات "أبي العتاهية" التي اختصر فيها قدرته العجيبة للمزج بين الحكمة والأدب..

 

بكيت على "الشباب" بدمع عيني.. فلم يغن البكاء ولا النحيب ألا ليت "الشباب" يعود يوما.. فأخبره بما فعل...؟!

 

ليملأ كل منا الفراغ على طريقته ورؤيته للأسباب التي دفعت بهذا الفريق الكبير للخطوط الخلفية بعد أن كان لوقت قريب في مقدمة الفرق بالمنافسة على البطولات! 

 

فعلى الأكيد ليس المشيب صاحب العلاقة المباشرة بما يعانيه الشباب، ولكن من أوصلوه إلى هذه المرحلة العمرية المتأخرة، سأذكر مرحلة "سامي" رغم قسوتها عليه إلا أنها ليست أكثر من محطة واستراحة أشبه بالمغامرة للشبابيين لم يلقوا فيها الراحة والإقناع، منطقياً كلا الطرفين "تضرر" وكلاهما "استفاد" من تجربة ليست سوى نموذج مصغر لما يعانيه المدرب الوطني مع أنديتنا ومنتخباتنا من نكران وجحود و"استخفاف" به وبموهبته، و"عدم احترام" وبالآخر يبحثون عنه كحالة طارئة ليقضي غرضاً "إسعافياً" ويخرج غير مأسوف عليه، عكس ما يجده الأجنبي من تقدير و"مهابة" حتى مع الإخفاق!.

 

ما علينا الآن المهم أن "دانييلوا كارينيو" هو من يقف عند سدة "الليث" وينتظر الدخول لمرحلة عمرية جديدة مع الشبابيين ليصلح لهم ما أفسده "المشيب" من ملامح مشرقة شابة وربما العكس يزيده شيخوخة وهذياناً وزيهايمر!.

 

كارينيو الذي خرج من باب النصر "مغبونا/ مهضوما" جاء للشباب بعين احترافية أجرأ وأكبر، فلم يعد هناك مجال ليلدغ "كارينيو" من جحر مرتين، فالاستحقاقات المادية والمطالبات التي لاتزال حجر عثرة بينه وبين النصر "عالقة"، النصر الذي فرط فيه رغم أنه هو نفسه من أعاد له الأمل والفرح بعد "20 عاماً" انتظار لم تشرق فيها شمسه على سماء البطولات، "هضموه" حقه ورحل غير مأسوف عليه، لكن "حوبته" لا تزال للحظة، فالنصر لم يوفق مع كل المدربين الذين تلوا الأوروجوياني ولم يقنعوه أو ينجحوا معه!.

 

من أكثر المتفائلين بمستقبل الشباب مع هذا المدرب "الكاريزمي" الداهية، فكارينيو مدرب غير عنصري لا يفرق بين النجم واللاعب المستجد إلا بالعطاء بالملعب، كما أن لديه القدرة على إكساب فريقه الصلابة الدفاعية، رأيناه مع خط ظهر النصر، كما أنه يعمل على ترابط كافة الخطوط مع بعضها وإكسابها ميزة اللعب القتالي و"الجرينتا" والانضباط التكتيكي والروح العالية!.

 

صحيح أن مهمته لن تكون "وردية" مع الليث في ظل ما يعانيه الآن من "لخبطة" وعدم اتزان، لكن أنا على قناعة بأنه سيتعامل معها جميعها بصلابة وتحدٍ لما يتمتع به من خبرة فنية ودراية وخلفية كبيرة عن الكرة بالمنطقة ودورينا من خلال تدريبه للنصر سابقاً وتجربته مع الكرة القطرية "العربي والعنابي"!.

 

مهم جدا أن يصبر الشبابيون على هذا المدرب، ويوفروا له كل مقومات النجاح وألا يفرطوا فيه، أما بالنسبة للاعبين فأعتقد بأنهم أثبتوا قدرتهم على إنجاح المدرب من عكسها، وهم الذين أطاحوا "بسامي" ولم يكونوا مقتنعين به بدليل إنجاحهم لمهمة البديل في غضون أيام قلائل!.