|


هيا الغامدي
من أجل المونديال و"الكرة السعودية".. فرغوهم!
2017-09-29

 

 

لا أعلم كيف سيكون رد اتحاد الكرة بخصوص ما تقدم به الهلاليون، من طلب إعفاء لمشاركة لاعبيهم الدوليين بالمباراتين الوديتين المقبلتين للمنتخب أمام جاماياكا وغانا بأيام الـ"فيفا"!.

 

أنا على قناعة بأن اتحاد الكرة إذا نظر للمسألة نظرة "وطنية" خالصة، فلن يتوانى لحظة عن تسهيل مهمة ممثل كرتنا السعودية في هذه البطولة، خاصة أنها تمر بمراحل نهائية مفصلية، وهو استحقاق مهم يعني الكثير للكرة السعودية و"الجيب واحد"؛ فلو حققها الأزرق فالمصب سيكون عائدًا للكرة الوطنية، وما أجملها من لحظات يمزج فيها إنجاز المنتخب السعودي الأول الذي تأهل لمونديال روسيا 2018 مع حصول الهلال على هذه البطولة، التي ابتعد وابتعدت الكرة السعودية ككل كثيرًا عنها، وهذا أفضل توقيت للعودة، ولعمري إن جاءت السابعة للهلال مع إنجاز الأخضر فهي أم الانتصارات الكروية للسعوديين دون شك!.

 

رأينا في ذهاب الدور نصف النهائي فريقًا سعوديًّا متكاملاً وحيويًّا، فريق يخالف التوقعات رغم نجاحه وإبهاره في المراحل الأولية، يصول ويجول ويثور ويلعب الكرة بكل "فرعونية"، فالحضور الذهني منبعه الإعداد البدني والفني والتهيئة النفسية التي تحسب لإدارته، مع "قراءة" دياز وتكتيكه للمباريات والنجاح بعزل اللاعبين وإبعادهم عن أي ضغوط، تحرروا فتفرغوا "للطحن" أكثر، فكل لاعب كان جنديًّا مجندًا لمهمته داخل الملعب، وكان من الصعوبة اختيار الأفضل بينهم؛ لأنهم شكلوا كتلة واحدة!.

 

التحكم في إيقاع اللعب رغم النقص العددي مهارة وبراعة وثقة لا يتقنها أي فريق، لكن النقص يولد قوة أحيانًا وانقلابًا ثوريًّا داخل الملعب؛ انتصارًا للذات بليلة الزعامة على أرض دار زايد و"فزعة" إخوان شما الغالين و"الدار واحدة" و"معًا للأبد!.

 

المحترفون "الزرق" الأفضل محليًّا وأصبحوا الآن من نجوم القارة "يعينون ويعاونون" ولا تكاد تخلو مباراة من بصمة إيجابية لأحدهم إدواردو خربين.. إلخ، مع خيرة اللاعبين الدوليين الذين سيعانون الإرهاق أو الإصابات متى ما تم إشراكهم في الوديتين مع الأخضر، خاصة أن توقيت المشاركة الوطنية بعيد وهم الذين ينتظرهم لقاء مفصلي مهم!.

 

بقراءة منطقية، الهلال وضع قدمًا راسخة في النهائي، وينتظر انقشاع تلك الحالة الضبابية التي في الشرق بين شنغهاي وأوراوا!.

 

أتوقع وصول الفريق الصيني على حساب نظيره الياباني، فشنغهاي لديه أوراق قوية أبرزها البرازيليان أوسكار وهالك، وهو فريق قوي وصعب الهضم وثقيل في الملعب!.

 

متفائلون بحضور سعودي قوي هذه النسخة وصولاً للكأس، رغم أن الأمور لا تزال في حقيقتها بالملعب!.

 

ورغم أنه تاريخيًّا لم يسبق لأي فريق أن نجح في التأهل وهو مهزوم ذهابًا بالأربعة للا شيء، إلا أن كرة القدم مستديرة و"خائنة" لا يؤمن لها جانب! لكن رأينا "الريمونتادا" التاريخية التي أحدثها برشلونة وقلب الطاولة في وجه فريق "البي إس جي"، الذي كان فائزًا ذهابًا بـ4ـ0، وفاز وتأهل! مهم أن يحرص دياز على تأمين الفوز وزيادة غلته إيابًا، ومهم أكثر تصفية الأجواء لدياز واللاعبين ليبدعوا وينجحوا أكثر في مهمتهم "القارية/ المونديالية"، والكرة الآن في ملعب اتحاد الكرة لدعم هذا الفريق، خاصة في مرحلة تعد من أنضج مراحله الفنية والعناصرية!.

 

لعمري لو يتوازى تأهل الأخضر السعودي للمونديال "الكبير" مع تأهل "أزرق الوطن" للمونديال "الصغير"، عندها فقط ستكون 2017م سنة بيضاء على السعوديين! ألقاكم.