|


د. حافظ المدلج
علمتني أمريكا 2ـ3
2017-09-30

كتبت مقالي الماضي "علمتني أمريكا 1ـ3" عن الرياضة بشكل عام، واليوم أكتب تحديداً عن الإعلام الرياضي في الدولة الرائدة في مجال الإعلام، ولعل أي متابع للإعلام يعلم كيف استطاعت أمريكا أن تستخدم ماكينتها الإعلامية للمساهمة في سيطرتها على العالم في جميع المجالات وفي مقدمتها الرياضة، كما أن المتابع للرياضة يستطيع الجزم بأن أمريكا تقود الركب في الإعلام الرياضي وتقنيات النقل ولذلك أواصل نقل بعض ما "علمتني أمريكا".

 

حقوق النقل للمنافسات الرياضية تتزايد أسعارها مع تزايد المنافسة عليها بين شبكات التلفزيون، ولكن الزمن تغير كما رأينا في أوروبا حين بدأت شركات الاتصالات بنقل بعض المباريات مثل BT البريطانية، ولكن موطن شبكات التواصل الاجتماعي "أمريكا" بدأت بتقديم منافسين جدد مثل "فيسبوك وتويتر"، ولم تكتف بذلك بل أن هناك أخباراً مؤكدة أن أكبر شركة تسوّق بالعالم "أمازون" تنوي الدخول بقوة في منافسات حقوق النقل، وأجزم أنها ستكتسح السوق، ولعل المسؤولين في بلادي يبادرون بطرق تلك الأبواب الجديدة كما "علمتني أمريكا".

 

ومن بلاد العجائب، تابعت مباراة في دوري المحترفين الأمريكي MLS، وأذهلني إضافة كاميرا مثبتة على رأس الحكم تنقل للمشاهد ما يشاهده الحكم وتلغي احتمالات زاوية الرؤية، وأرى في ذلك امتداداً لما قدمته لنا الرياضة الأمريكية من خدمات تطويرية مثل الاستعانة بالفيديو لمساعدة الحكم VAR التي عرفناها اليوم وعرفتها قبل عقود في NFL حين "علمتني أمريكا".

 

والحديث عن النقل التلفزيوني، فقد كنت أتابع مباريات "مانشستر يونايتد وريال مدريد ويوفنتوس" في مقاهي "لوس أنجلوس" الرياضية، ولأن أغلبها تنقل باللغة الإسبانية لكثرة الجالية المكسيكية، فقد كان كلام المعلق يترجم كتابةً باللغة الإنجليزية، وهو أمر أتمنى تحقيقه في بعض المباريات التي لا يطاق فيها صوت بعض المعلقين، فتمنح المشاهد خيار الاستمتاع بصوت الجماهير وقراءة التعليق على أهم أحداث المباراة فقط، فهكذا "علمتني أمريكا".

 

 

تغريدة tweet:

ولعل أهم الدروس التي تعلمتها من الإعلام الرياضي الأمريكي، قدرته على إقناع الأمريكيين بأن أمريكا هي العالم، فالبطولات المحلية الأمريكية في معظم الألعاب تسمى "بطولة العالم"، والمتابع للرياضات الأمريكية يسمع ويقرأ كثيراً مصطلحات "World Champion & World Series" لمسابقة تقام في أمريكا بين الفرق الأمريكية فقط، وتلك براعة لا يجيدها إلا الإعلام الأمريكي الذي يستطيع إقناع المتلقي بالفكرة التي يريدها، وإذا أردنا أن نوصل صوتنا للعالم وننقل له الصورة الحقيقية عن المملكة العربية السعودية بلد الإسلام والسلام، فإن الإعلام هو مفتاح البداية والإعلام الرياضي أهم منصاته، وعلى منصات التعلم من أمريكا نلتقي.